من بين الأحزاب الشيعية المتحفظة على الاتفاقية الأمنية الأمريكية العراقية حزب الفضيلة، فهذا الحزب انسحب من الائتلاف الشيعي الحاكم، وموقف الحزب من الاتفاقية موقف المتحفظ، وهو بين بين، فلا هو الرفض المطلق كالتيار الصدري ولا الموافقة التامة كنظيريه حزب الدعوة والمجلس الأعلى، وتحفظات حزب الفضيلة يمكن معالجتها وتتعلق بتثبيت استقلالية القرار الوطني وعروبة العراق، وهي تنسجم مع مواقف الحزب التي على أساسها انسحب من الائتلاف الشيعي، فهذا الحزب أنشأه الدكتور والمفكر العراقي نديم الجابري أستاذ الاقتصاد المقارن بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، ومرجعه الديني الشيخ محمد اليعقوبي، وللحزب موقف واضح حيث يشترط أن يكون المرجع الأعلى للشيعة المقيم في حوزة النجف عراقياً عربي الأصل والمنشأ والولادة. ولذلك فهم لا يتبعون مرجعية علي السيستاني، ويعدون المرجع العربي محمد اليعقوبي مرجعهم الديني، كما أنهم ينادون باستقلال السياسة العراقية وأن تكون ذات هوية عربية، وأن يتم التعامل مع إيران كدولة جارة مثلها مثل تركيا، ولا يحق لها التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، والحزب ينشط في محافظة البصرة وهو يسيطر على مجلس المحافظة، ومحافظ هذه المحافظة المهمة أحد أعضاء الحزب، ويعد من المنافحين عن عروبة البصرة والعراق، وسبق للمحافظ الوائلي الاختلاف مع الحكومة المركزية (بغداد) وواجه عمليات التدخل الإيرانية في شؤون البصرة، واختلف كثيرا سواء مع التنظيمات المسلحة للتيار الصدري أو مع حزب الحكيم، والحزب يحظى بمساندة وتأييد أهل البصرة ومعظم نوابه الممثلين في البرلمان هم من محافظة البصرة، وينسق نواب وقادة حزب الفضيلة مع الحزب الشيعي الصغير (حزب الدولة) الذي يرأسه وائل عبداللطيف واتحاد عشائر الجنوب، وقد استطاعوا من خلال هذا التنسيق بناء تحالف لمواجهة تحركات وخطط حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (حزب الحكيم) الذي يسعى لإقامة إقليم الجنوب والوسط من محافظات الجنوب الثلاث (البصرة والعمارة والناصرية) وضم محافظات الوسط (المثنى والديوانية وكربلاء والنجف والكوفة وبابل)، إذ تعارض أحزاب الفضيلة وحزب الدولة واتحاد عشائر الجنوب هذه الفدرالية، ويطرحون (إقليم البصرة) ككيان فدرالي مرتبط بالعراق مثل كردستان العراق، وقد جمع النائب وائل عبداللطيف عضو مجلس النواب العراقي ورئيس حزب مجلس الدولة تواقيع عُشر الناخبين المسجلين في محافظة البصرة، وهو الشرط الذي وضعته مفوضية الانتخابات بالعراق لإجراء استفتاء على مشروع الإقليم، ولهذا فإن الأهالي سيدلون بأصواتهم قبل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 13 كانون الثاني (يناير) عام 2009م، وتشير كل الدلائل بأن مخطط حزب الفضيلة وحزب الدولة واتحاد عشائر الجنوب سيحصل على موافقة أكثر من 2 في المئة من أصوات الناخبين لتحويل محافظتهم إلى إقليم مستقل ضمن فدرالية العراق، حيث سيكون له وضع مماثل لوضع إقليم كردستان، رئيساً وحكومة وعلماً.. ليصبح للعراق 3 أعلام وبانتظار أعلام أقاليم أخرى!!.
jaser@al-jazirah.com.sa