بعيداً عن أخطاء التحكيم الآسيوي (المأساوية) فإنّ المتتبع لأداء منتخبنا الوطني خلال الجولات الثلاث الماضية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، يجد أنّ الأخضر قدم عطاء غير مقنع فنياً، ويجد أن هناك ثغرات ونقاط ضعف كثيرة على الأداء الفردي والجماعي. فخلال ثلاث مباريات لم يقدم المنتخب أداءً مقنعاً سوى في الشوط الثاني أمام الإمارات، أما الشوط الأول في تلك المباراة فكان أداؤه أقل من المتوسط وكذلك كان أمام إيران، وأخيراً أمام كوريا الجنوبية.
وهذه المتاعب الفنية التي عانى منها المنتخب في الجولات الماضية يتحمل مسؤوليتها عدة أطراف أهمها لجنة المسابقات في اتحاد الكرة والكابتن ناصر الجوهر.
فقرار اتحاد الكرة بتأخير بدء الموسم الكروي إلى 13 رمضان الماضي، ترتب عليه ضغط مباريات الدوري بهدف منح المنتخب فسحة من الوقت للاستعداد لمباريات التصفيات، وهذا الضغط في المباريات أدى إلى إرهاق اللاعبين وإجهادهم وتحميلهم أحمالاً بدنية زائدة، وبالأخص اللاعبين الدوليين الذين تعتمد عليهم فرقهم، حيث لم يجدوا الوقت الكافي للراحة أو لالتقاط الأنفاس ولا الوقت الكافي للعلاج من الإصابات. وكان من نتيجة ذلك أنّ مدرب المنتخب كان يصطدم في كل معسكر بوجود لاعبين مهمين مصابين. وهكذا أصبح قرار ضغط مباريات الدوري قراراً ضاراً بالمنتخب وليس في صالحه كما يردد بعض المسؤولين في اتحاد الكرة.
لقد كان حرياً باتحاد الكرة أن يبدأ الموسم الكروي مبكراً في ظل البرنامج المزدحم بالمشاركات، ليتمكن من وضع برنامج مسابقات كروي منظم ومريح للأندية والمنتخب.
أما بالنسبة لمسؤولية الكابتن ناصر الجوهر فتتراوح ما بين عدم اختيار العناصر الأفضل والأجدر، وكذلك عدم القدرة على إيجاد البدلاء المناسبين للاعبين المصابين، بالإضافة إلى تدني مستوى الأداء الجماعي للاعبين.
ففي المباراة الأخيرة أمام كوريا لم يكن أسامة المولد هو اللاعب المناسب لمركز الظهير الأيمن .. ولماذا غاب المرشدي فجأة وهو الذي قدم مباراة كبيرة أمام الإمارات؟! حيث تسبب البديل رضا تكر في هدفي كوريا بنسبة كبيرة .. ولماذا يستمر محمد الشلهوب أساسياً في ظل مستواه الفني المتراجع..؟!
وكيف يقود خط هجوم المنتخب أمام أقوى المنافسين لاعبان احتياطيان في فريقهما في الدوري المحلي.؟!
لماذا غاب الأداء الجماعي للاعبين وكثرت الأخطاء والتمريرات المقطوعة وبالذات في منتصف الملعب؟!
وإذا كان هناك قاعدة نقدية ثابتة في تقييم عمل المدربين مفادها أنّ الفريق الذي يتحصل على فرص تسجيل وافرة خلال المباراة ففي ذلك دلالة على نجاح المدرب في عمله. فإنّ هذه القاعدة تدين الكابتن ناصر الجوهر، حيث لم يتحصل المنتخب أمام كوريا على أي فرصة حقيقية للتسجيل سوى مرة أو مرتين فقط خلال التسعين دقيقة مما يشير إلى قصور فني كبير في إعداد الفريق.