Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/11/2008 G Issue 13204
السبت 24 ذو القعدة 1429   العدد  13204
نهارات أخرى
التسامح ليس نقيضاً للعزة!
فاطمة العتيبي

في أي مرحلة من التاريخ انعزل المسلمون وأغلقوا عليهم دائرة ضيقة تخصهم وحدهم!؟؟؟

وفي أي عصر امتنع المسلمون من التعامل مع ذوي الأديان الأخرى؟

إن ما يطرحه بعض صغار الإنترنت ومحاولاتهم الساذجة في جر المسلمين إلى مسائل خلافية فرعية هو أمر في غاية البؤس.

بل إن بعضهم تمادى في الحديث عن البيعة وكأنما هو وصغاره مخولون للإنابة عن الشعب.

إن من بلاوي الزمان التي أوقفتنا سنين عددا غير قادرين على التقدم هو أننا سمحنا للأصوات العالية أن تتكاثر في فضاءاتنا وأن تعتلي بعض منابرنا حتى أشغلتنا في قضايا صغيرة وفرعية وكان لها وقتها ومناسبتها مثل مصافحة المخالف لدينك والتضييق عليه في الشوارع والممرات.. وكان من الأجدى التضييق على أصواتهم الحاقدة والآثمة.

** إن مبادرة حوار الأديان التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين إنما جاءت بوعي المسلم واعتزازه بدينه وقيمته وتسامحه مع الآخر بحيث يحفظ حق المسلمين في حياة آمنة ويسعى إلى البراء مما فعله ويفعله الإرهابيون باسم الإسلام وما تصريحات أيمن الظواهري الأخيرة والتي يصف فيها أوباما بأنه من عبيد البيت إلا إرهاب لفظي وضيع يستحق أن نعلن براءة الإسلام منه وبراءتنا أيضاً منه ومن رفاقه في القاعدة ومن اعتنق فكرهم!

** المشتركات بين الأديان السماوية كثيرة ويستطيع البشر من خلالها الحياة بأمن والالتقاء في نقاط متعددة تسهم في رخاء الإنسانية وسلامها.

** هذه الوفود والمخيمات الدعوية نساء ورجال تجوب العالم ويسمح لها بإقامة أنشطتها في عقر دار الغرب ودخول كثيرين بالإسلام عبر جهودها أليست دلالة على تسامح الغرب وديمقراطيته وإيمانه بالحريات الفردية..

** إن مبادرة حوار الأديان كفيلة بدعم الإسلام وإيضاح صورته الحسنة وحجم تسامحه العظيم الذي تنطلق منه كافة تشريعاته.

** التسامح الذي لا يناقض العزة بالإسلام بل يدعمها فحوار الأديان يقوم على إيجاد أرضية مشتركة للحياة بسلام وليست مناظرات دينية يقنع فيها القوي الضعيف بالدخول تحت منظومته..

إنها ترمز إلى أن الأرض من حق البشر جميعاً وإن رخاء الإنسانية مشترك وإن للمسلمين حق في الحياة الآمنة والمستقرة وهذه يد الإسلام تمتد للأديان الأخرى.. وتقر بمبدأ التعايش وليس التناحر، فالأرض واحدة والسماء واحدة والإله واحد وبين الأديان نقاط التقاء ننطلق منها لضمان حياة كريمة للبشرية جمعاء..

** أليست رسالة الإسلام مبنية على الخيرية.. والتسامح خير رسالة نبثها لشعوب الأرض عن ديننا العظيم.

** إننا بحاجة ماسة لأن نعاضد كل خطوة إنسانية هدفها إضفاء مزيد من الأمن والسلام على كوكب الأرض..

ومن يرد غير ذلك فهو معتد أثيم، يسعى للإفساد وليس أشد من قتل الأنفس البريئة إفساداً.. وليس أشد من محاولات خلخلة الأمن والخروج على ولي الأمر إفساداً في الأرض.

فلنلتف جميعاً حول المتفق عليه من الأساسيات في ديننا القويم ونترك خلافاتنا في المسائل الفرعية ففي انشغالنا إيذان فرقتنا وذهاب ريحنا.



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد