الجزيرة - جواهر الدهيم
تستهدف الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء قطاعات واسعة في المجتمع؛ كونها حملة شاملة ومتكاملة وتريد إيصال رسالتها للجميع، وأعدت لكل قطاع أو شريحة اجتماعية البرامج المناسبة والرسائل الملائمة؛ أملاً في تحقيق معدلات عالية من النجاح المأمول والنتائج المرجوة لهذه الحملة.
ويشكل طلاب وطالبات الجامعات قطاعاً مهماً من القطاعات التي تستهدفها الحملة؛ وذلك لأسباب متعددة، أبرزها أن هذا القطاع يضم أعداداً كبيرة يمكن أن يستفيدوا من برامج وفعاليات ورسائل الحملة؛ حيث إن بلادنا ولله الحمد بها العديد من الجامعات والكليات التي تضم عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، كما أن هذه الشريحة هي بمثابة القلب بالنسبة إلى المجتمع، حيث تتركز فيها سِنّ قوة العمل، والشباب، ونضوج العقل، وإمكانية التفاعل مع نشاطات الحملة من مختلف النواحي، فضلاً عن أن المستوى التعليمي والثقافي لطلاب الجامعة يسهم في إمكانية التفهم لرسالة الحملة، واستيعاب وسائل وأدوات وآليات الترشيد التي تطرحها. ويمكن القول أيضاً إن تأثير الطالب أو الطالبة الجامعيين على بقية أفراد الأسرة يخدم أهداف الحملة، ويسهم في نشر مفاهيمها، وإيصال رسالتها لشرائح أخرى ذات صلة بفئة الطلاب الجامعيين، وتقع في دائرة اهتمام الحملة وتتموضع ضمن المجتمع المعني والقطاعات المستهدفة، وأهم ما يجعل قطاع الطلاب الجامعيين (إناثاً وذكوراً) الأكثر ترشيداً لاستهلاك الطاقة الكهربائية في الجامعات وسكن الطلاب والطالبات أنهم لا يحتاجون إلى بصيرة لرؤيته وتلمسه، وأن اتباع وسائل الترشيد والاستهلاك الأمثل يوفر على الجامعات أموالاً كثيرة، ويغرس في هذا الوسط المهم والفاعل بذور ثقافة الترشيد، والسلوك الحكيم في التعامل مع عناصر الطاقة.
ففي القاعات، وغرف الطلاب أصبح وجود الإضاءة الكهربائية من غير ضرورة أمراً مألوفاً، وهذا يؤكد عدم انتباه الكثير من الطلاب لمخاطر وسلبيات إهدار الطاقة الكهربائية. فمثلاً ترك المراوح تدور دون وجود شخص في المكان، يعني أن قدراً من الطاقة يهدر دون فائدة، والاحتفاظ به أولى.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى السخانات أو المكيفات في غرف الطلاب والطالبات، فأحيانا تظل تعمل مستهلكة الطاقة في حال غياب الطلاب، والشيء نفسه ينطبق على أجهزة الحاسب الآلي التي تبقى موصلة بالتيار الكهربائي لمدة طويلة دون أن يكون هناك من يستفيد منها.. ألا يعد هذا هدراُ للطاقة وتبذيراً وإسرافاً في نعمة من نعم الله التي تستوجب الشكر والرعاية والحفاظ عليها؟!
وهناك مظاهر إهدار أخرى، وغياب لبعض مفاهيم الترشيد. والآن الحملة تهدف إلى ترسيخ قيم الاستهلاك الأمثل، وتكريس ثقافة الترشيد حتى تضحى سلوكاً ملازماً للمجتمع. ولغرض تقليص وتطويق تلك المظاهر فإنها استهدفت طلاب وطالبات الجامعات وخصتهم ببرامج وفعاليات ورسائل تناسبهم في إطار استهدافها شرائح وقطاعات متعددة في جميع مناطق المملكة.