Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/11/2008 G Issue 13204
السبت 24 ذو القعدة 1429   العدد  13204
في ختام الحملة
حقوق الطفل بين هيئة حقوق الإنسان والإعلام والأسرة والتربية والتعليم

متابعة - وسيلة محمود الحلبي:

أثارت أوراق العمل المقدمة في اليوم الثاني من حملة حماية الأطفال من الإيذاء التي نظمتها هيئة حقوق الإنسان بالرياض، حفيظة الحاضرات حيث تعددت الآراء والاتهامات حول حقوق الطفل وذلك أثناء وبعد الجلسة التي أدارتها الدكتورة فوزية أخضر وتحدثت فيها الدكتورة هيفاء البسام والدكتورة شريفة القاسم من جامعة الملك سعود وكانت بعنوان (العنف الجسدي والتحرش الجنسي على الأطفال) والمقامة في قاعة الحمرا بالحكير لاند وحضرها عدد كبير من المختصات والحاضرات.

حيث تعالت الأصوات التي طالبت بحماية الطفل من العنف الجسمي ومن التحرش الجنسي وبخاصة الطفل المعاق الذي لا حول له ولا قوة وبخاصة أن هذه المسألة بدت تطفو على السطح ولكن نظراً (لثقافة العيب) لا تأخذ نصيبها من النقاش والحوار في المؤتمرات أو في وسائل الإعلام.

وطالبت الحاضرات هيئة حقوق الإنسان بضرورة إيجاد رقم خاص يحفظه الأطفال ليتمكنوا من الاتصال فور تعرضهم لمثل تلك الحالات، وأن تلقي وسائل الإعلام الضوء عليها بشكل كبير. هذا وقد أوضحت الدكتورة هيفاء البسام أن العنف ضد الطفل لفظياً أو جسدياً يتمثل في الضرب الذي يشكل (21%) بينما يشمل القذف بالأشياء (19%) والقذف بالأشياء الخطيرة يمثل (18%) والصفع يشكل (20%) حسب الدراسات العالمية، وبينت أن الأطفال الذين يعيشون في أسر تكثر بها المشاكل يكونون أكثر قابلية ليصبحوا أكثر عنفاً، وأضافت أن نظرية (جل) تؤكد أن العنف الجسدي قد يصل إلى مرحلة الإيذاء، حيث يقوم الوالدان أو أحدهما بتدمير الطفل مثلما حصل مع الطفلة (أريج)، وأكدت أن إيذاء أطفال ظاهرة شائعة في كل المجتمعات القديمة والحديثة.

مؤكدة على ضرورة إشباع الطفل عاطفياً وعدم إهماله وتوفير البيئة المناسبة له للعيش بأمان في أسرته، وأضافت أن أكثر أنواع العنف الأسري لايذاء الأطفال يتمثل في: الإيذاء البدني والضرب بقسوة قد تؤدي إلى الكسر في كثير من الأحيان.

أو إلى حرقهم بالسجائر، أو بتوثيقهم بالحبال بشدة، وفي المدارس رفع الأيدي والأرجل إلى الأعلى.

وقد أشارت إلى دراسة قامت بها الأميرة منيرة بنت عبد الرحمن آل سعود اتضح منها أن أكثر من (90%) من الأطفال يتعرضون للإيذاء البدني، بينما الإهمال حصل على (87%) من عينة البحث. والإيذاء من الأم بلغ (74.6%) بينما الإيذاء من الأب بلغ (73.2%) بينما نسبة الإيذاء تزداد إذا كانت الأعمار صغيرة لأن الأطفال لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.. وتزداد النسبة بين الأسر ذات الدخل المنخفض وترتفع بين الأسر المفككة.. بالإضافة إلى وجود مشكلات زوجية بين الوالدين.

وأكدت أن في ورقة عمل عن (الانحرافات السلوكية: رؤية اجتماعية نفسية دينية نظامية) نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية. أكد فيها الأستاذ سعود الشمري أن الطفل يحتاج إلى شيئين أساسيين هما: حاجته للأمن والاستقرار، وحاجته إلى الحب والعطف والمودة والتربية والتعليم.

وأوضحت أن الشمري بين أن الشريعة حرمت الإيذاء وجرمته حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). كما تعرضت لدراسة (لسوسن الخميس) عن العنف وأثره في السعودية بأن سوء المعاملة الجسدي بلغ (23%) للأطفال من 11-15 سنة والضرب (20%) والإهمال الطبي (9%) وأن غالبية العنف آت من داخل المنازل.

وقد أوضحت د. هيفاء في نهاية ورقتها على ضرورة توعية وتثقيف الوالدين، وإقامة الندوات والمحاضرات والاجتماع بأولياء الأمور في المدارس وعدم التستر على المعتدين وتفعيل دور المرشد الطلابي في المدارس.

واتخذت الدكتورة شريفة القاسم من جامعة الملك سعود (التحرش الجنسي على الأطفال) في ورقتها حيث أوضحت أن (ثقافة العيب) تجعلنا لا نتحدث في هذا الجانب بشكل واضح وعلني، مؤكدة أن هذه المشكلة بدأت تظهر على السطح بشكل واضح وأطرافها: إما الأب أو الإخوة أو الأقارب أو السائقون والخدم.. وإن الأسرة حين يتعرض أحد أبنائها للتحرش الجنسي تفضل الصمت على البوح وذلك بهدف (السرية) لأن الإبلاغ عن ذلك يعتبر نوعاً من العار. وأشارت إلى أنواع المشاكل وأشكال التحرش الجنسي التي يتعرض لها الأطفال بداية من الإعجاب بالطفل إلى إعطائه الهدايا والحلويات.. ثم الوصول إلى التحرش.. مؤكدة أن التنشئة الاجتماعية وخروج المرأة وإهمالها أطفالها وتركهم مع الخادمات والسائقين أكبر سبب لذلك.

وأكدت أن (82%) من التحرش الجنسي للأطفال يحدث في أماكن يعيش فيها الطفل. وأن (77%) من الحالات تحدث من الذين يوثقون بهم الأهل بشكل كلي. و(89%) تحدث من أحد أفراد الأسرة. وأكدت أن هذه الإحصائية عالمية ولا توجد إحصائيات في المملكة كاملة عن الإيذاء الجسدي والتحرش الجنسي في المملكة نتيجة لثقافة العيب. مبينة أن الحالات موجودة ولكن لا إحصائيات تذكر.

التوصيات:

هذا وأوصت الحملة التي رعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بضرورة حماية المجتمع والطفل بشكل خاص، بإشباعه عاطفياً وتوعية الطفل وتثقيفه، وتحذيره بأوجه العنف وتعليمه، وتربيته تربية سليمة. وضرورة إيجاد مؤسسات وجهات لتوعية المجتمع وحماية الطفل والتعريف بأهميته ومعاقبة المعتدي على خصوصية الطفل.. ومحاولة الإقلال من الخدم والسائقين في المنازل. ثم كانت المداخلات التي أثيرت بالقاعة بين مؤيد ومعارض لإدخال مادة التربية الجنسية في المدارس. وبإثارة التحرش الجنسي على ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أثير موضوع التحرش الجنسي بين الإناث بعضهم مع بعض، وكذلك الأولاد.

وطالبت الحاضرات بضرورة تدريب الأم والاهتمام بها اهتماماً كبيراً لتربية أبنائها التربية السليمة ومتابعتهم، ومعرفة أصدقائهم ومراقبتهم عن بعد ومراقبة تصرفاتهم أو أعراض تظهر عليهم، وشددت الحاضرات على عدم ترك الأطفال مع السائقين لوحدهم أو مع الخادمات لوحدهم وخصوصاً أثناء الاستحمام.

كما طالبت بضرورة إيجاد لجنة مراقبة دائمة من هيئة حقوق الإنسان تقوم بجولات مفاجئة على المدارس وبتنظيم المحاضرات والندوات التوعوية في هذا الخصوص.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد