ثامر بن فهد السعيد
استمرت التراجعات في سوق الأسهم حتى نهاية تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن توقفت تحركات المؤشر الأسبوعية أدنى من مستوى 5000 نقطة ليكون بهذا قد تراجع السوق بما يعادل 11% ويصل عدد النقاط التي خسرها المؤشر 603 نقاط.
وقد أغلق المؤشر بنهاية تداولات الأربعاء عند مستوى 4.880 نقطة وسجلت قيم التداول إجمالي قيمة متداولة تجاوزت 24.4 مليار ريال وعدد أسهم متداولة تجاوزت 1.2 مليار سهم وبلغ عدد الصفقات في السوق الأسبوع الماضي 737.252 صفقة.
وافتتح السوق تداولاته مطلع الأسبوع المنصرم عند مستوى 5.485 نقطة ولم يستطع طوال الأسبوع أن يسجل أي إغلاق أعلى من مستوى افتتاحه، وكان الإغلاق الأعلى للسوق في جلسة تداولات الاثنين عندما أغلق المؤشر عند مستوى 5.173 نقطة ليعود بعدها المؤشر ويسجل أدنى إغلاق له خلال الأسبوع الماضي عند مستوى 4.880 نقطة بنهاية تداولات الأربعاء الماضي.
وكانت أعلى نقطة سجلها السوق الأسبوع الماضي عند مستوى 5.485 نقطة وهو مستوى الافتتاح الأسبوعي بينما كان المستوى الأدنى لمؤشر السوق عند مستوى 4.854 نقطة ليكون بهذا السوق قد تذبذب في مدى بلغ 631 نقطة.
وعن أداء الشركات المدرجة في السوق فلم تتمكن سوى 4 شركات من أصل 126 شركة مدرجة أن تغلق الأسبوع الماضي على ارتفاع وجاءت شركة فيبكو على رأس قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً بعد أن سجلت بإغلاقها عند مستوى 38.5 ريال مكاسب بلغت 12.9% تلتها شركة ساب تكافل التي ربحت بإغلاقها عند مستوى 22.7 ريال ما يعادل 3.2% فشركة ملاذ للتأمين التي ربحت ما نسبته 1.84% بإغلاقها عند مستوى 38.7 ريال وأخيراً جاءت شركة الخليج للتدريب التي ارتفعت بما نسبته 0.5% وكان سهم الشركة قد أغلق عند مستوى 40.5 ريال.
وعن الشركات المتراجعة فقد جاءت شركة أنابيب على رأس قائمة الشركات المتراجعة بعد أن انخفض سهمها بما يعادل 28.7% وكان سهم أنابيب قد أغلق عند مستوى 46.3% تلاه سهم شركة التصنيع الذي انخفض بإغلاقه عند مستوى 14 ريالاً ما يعادل 21.5% فبنك ساب الذي تراجع بما يعادل 20.8% وكان سهم ساب قد أغلق عند مستوى 55 ريالاً.
وعن قائمة الشركات الأكثر نشاطاً فقد جاء مصرف الإنماء على رأس قائمة الشركات الأكثر بعد أن تداول ما يزيد عن 368.4 مليون سهم وتوقفت تحركات سهم الإنماء بنهاية الأسبوع عند مستوى 12 ريالاً تلاه سهم سابك الذي شهد تداول ما يزيد عن 80.7 مليون سهم.. وكان السهم قد أغلق عند مستوى 49.5 ريال متراجعاً بما يعادل 17.8% تلتهما شركة معادن التي تداولت ما يزيد عن 78 مليون سهم، وجاء مصرف الإنماء أيضاً على رأس قائمة الشركات الأكثر نشاطاً بحسب القيمة حيث إن قيم التداول على سهم المصرف تجاوزت 4.47 مليار ريال.. وبهذه الإحصائيات للسوق يكون مؤشر السوق قد تراجع منذ بداية العام بما نسبته 55.79%، واستمر قطاع التأمين في كونه القطاع الأكثر تراجعاً بخسارته 76.6% وفي ظل عدم وجود أي قطاع رابح فقد جاء قطاع الزراعة والصناعات الغذائية كأقل القطاعات تراجعاً بخسارته 36.9% وبهذا يكون مكرر أرباح السوق العام بإغلاقه عند مستوى 4.880 نقطة قد بلغ 9.78 مرة.
قراءة في الأسبوعي للسوق
خسر سوق الأسهم بنهاية تداولات الأسبوع الماضي 11% متراجعاً لينخفض أدنى من مستوى 5000 نقطة مسجلاً مستويات دنيا جديدة متأثراً بانخفاض شركة سابك بشكل خاص وبقية الشركات القيادية الأخرى المدرجة في السوق متأثراً بالأجواء العالمية السلبية.. ولم يقتصر التأثير على الأسواق العالمية بل أصبحت المؤثرات النفسية المسيطر الآن أكثر من غيرها سواء كان ذلك من خلال التحليل المالي والأساسي أو من خلال القراءات الفنية لهذه الأسواق، ولعل السوق السعودي هذا الأسبوع أثبت ذلك من خلال قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً وانخفاضاً فلو رجعنا إلى هذه القائمة نجد أن شركة فيبكو جاءت على رأس قائمة الشركات المرتفعة، وخلال الأسبوع الماضي لاحظنا تغيُّراً في قائمة الملاّك الرئيسين للشركة حيث إن إحدى شركات الوساطة السعودية استحوذت على ما يزيد عن 5% فبدأ اسمها يظهر في قائمة الملاَّك واستمرت في زيادة حصتها في الشركة مما بعث نفسياً إحساساً بالتفاؤل نحو امتلاك أسهم شركة فيبكو، ولعب المؤثر النفسي دوراً في تحقيق فيبكو ارتفاعاً بما نسبته 12.9%.
وفي الناحية الأخرى من إحصائيات السوق نجد أن شركة أنابيب جاءت على رأس قائمة الشركات المنخفضة بعد تراجعها بما يعادل 28.7% ولو بحثنا في تراجع الشركة خلال الأسبوع الماضي نجد أنه تزامناً مع تلك التراجعات كان أحد الصناديق لأحد البنوك الخليجية قد بدأ بتخفيض حصته وملكيته في الشركة ولعل لهذا تأثيراً على شهية المتعاملين نحو تملُّك أسهم هذه الشركة مما أثَّر في أدائها ودفعه نحو السلبية.
وبالعودة إلى أداء مؤشر السوق السعودي منذ فترة والجميع يتحدث عن كسر مستوى 5000 نقطة وهذا ما حدث ومع وصولنا لهذه المستويات بدأ الحديث عن مستويات دنيا جديدة للسوق وصل في أكثرها تشاؤماً إلى الحديث عن النقطة 3000 نقطة وإمكانية انخفاض السوق لها؟! وهذا يعني تراجعاً حاداً في الأسعار كافة سواء القيادية وغيرها إلا أننا الأسبوع الماضي والذي سبقه كنا نشهد ثباتاً لعدد من الشركات التي ليس لها تأثير كبير على مؤشر السوق، وثبات هذه الشركات يشير إلى وصول بعض الأسهم إلى مستويات مقنعة للمتعاملين أو على الأقل مقنعة لهم بعدم البيع عِوضاً عن التفكير بشراء هذه الأسهم.
وبالعودة لقراءة السوق ومؤشره ففي حال استطاع السوق التماسك مع افتتاح تداولات السبت فهي إشارة إيجابية لقدرة المؤشر على العودة نحو الإيجاب من جديد وخلاف ذلك سيكون التراجع سريعاً نحو المنطقة الواقعة عند 4.500 و4.200 نقطة والتي من المتوقع أن يكون داخلها القاع النهائي لهذه الموجة الهابطة، ما لم يكن هناك أي أخبار أخرى سلبية قادرة على التأثير على نفسيات المتعاملين أولاً والسوق ثانياً بمزيد من التراجعات.
وتقع مستويات المقاومة للسوق خلال تداولات الأسبوع القادم عند مستوى 4.980 نقطة كأول مستويات المقاومة يليها مستوى 5.130 نقطة والإغلاق أعلى من مستوى 5.130 نقطة يفيد بخروج السوق من مساره الهابط الذي استمر فيه طيلة فترة الهبوط السابقة ومنذ تراجعه من مستوى 8.898 نقطة إلى مستوياته الحالية والثبات أعلى منها يجعل من مستوى 5.310 نقاط هدفاً للسوق خلال التداولات القادمة.
*محلل أسواق مالية
Thamerfalsaeed@Gmail.com