الرياض - عبدالله المحيسن
تعد معارض النسيم شرق الرياض أحد أبرز المواقع النشطة لتجارة السيارات في المملكة، ولها قواعد لا يفهمها إلا تجارها المسمون (الشريطية) وهم القادرون على تحقيق الأرباح من خلال تقليل قيمة السيارات المعروضة للبيع، مستغلين حاجة البائع والمشتري في آن واحد.
ونشاط السوق الذي يرده سكان من خارج العاصمة أظهر نشاطات أخرى من بيع الماء الى العطور والملابس، فضلاً عن مراكز الفحص السريعة الملاذ الأول للمشترين قبل إتمام صفقات الشراء، إذ يعتبرها البعض حداً فاصلاً أولياً في معرفة عيوب السيارات. ويلجأ المشترون عادة الى مراكز الصيانة السريعة والمنتشرة بالقرب من المعارض وفحص السيارات للتأكد من خلو المركبات من المشكلات الفنية، إلا أن بعض هذه المراكز لحقها (الشك) من البعض حول تعاملاتها وصدقية أعمالها إذ أصبح بعضها ينظر للمصلحة أو رغبة الشريطي الذي يلجأ لإظهار العيوب لخفض قيمة السيارة او التستر عليها إن كان بائعاً.
تفاوت الأسعار!
أسعار المراكز متفاوتة من مركز إلى آخر بحسب موديل السيارة ونوعها وتبدأ من 250 إلى 500 ريال.
ويقول الميكانيكي عبد الرحيم أيوب أن عدد مراكز فحص السيارات الموجودة في معارض سيارات النسيم ثمانية، ويفحص كل مركز يومياً ما بين 30 إلى 50 سيارة.
وذكر عبد الله مشل النوفل أحد تجار السيارات بمعارض النسيم أن 50% من المشترين هم من يقوم بفحص السيارة قبل شرائها أما بقية المشترين فيعتمدون على خبرتهم أو ثقتهم بالبائع.
وأضاف أن تجار السيارات (الشريطية) يكتفون بمعرفتهم وخبراتهم الميدانية استثماراً للوقت وقد يستخدم بعضهم مراكز الفحص من أجل خفض سعر السيارة لوجود مراكز معروفة باستخراج أدق العيوب مما يؤثر على قيمة السيارة ويجعل البائع مضطراً لخفض قيمة البيع المتعارف عليها عند أصحاب المعارض حيث إن تكلفة الفحص تكون على المشتري، مشيراً الى بعض المراكز تراعي سلعة (الشريطية) محاولة منها لكسبهم بسبب فحصهم المستمر.
سالم المري أحد المشترين أبدى انزعاجه من عدم تحمل المراكز أخطاء الفحص التي تحدث في المراكز بسبب الزحمة وقال إن السيارة تخرج من المركز بتقرير يفيد أن حالة السيارة ممتازة ثم نكتشف فيما بعد وجود أعطال بعد أيام من شراء السيارة الأمر الذي يجعل كثيراً من المشترين يضطر لاصطحاب أحد معارفه ممن لهم خبرة في فحص السيارات. من جهته يقول الدكتور سالم الحربي أحد تجار السيارات أن الفحص عادة يكون غير دقيق في بعض المراكز وقال سبق أن عرضنا سيارة للفحص في أحد المراكز وتبين خلوها من المشاكل الفنية رغم علمي التام بأن السيارة فيها أعطال ميكانيكية.
ورش صناعية تتحدى الفحص:
أشار أبو عارف الذي رفض ذكر اسمه أن هناك ورشاً في الصناعية تشارط الزبون على تجاوز سمكرتهم مراكز الفحص المجاورة لمعارض السيارات. وقال (قمت بسمكرة سيارة تعرضت لصدمة قوية، وضمنت لي الورشة عدم اكتشافها من قبل الشريطية أو مراكز الفحص، وبالفعل بعد إصلاح الصدمات في السيارة قمت ببيعها بـ24 ألف رابحاً أكثر من 10 آلاف ريال دون اكتشاف الصدمة).
محمد عبدالله البريدي صاحب مركز فحص وصيانة قال إن المراكز لا تتحمل نتائج الفحص بعد خروجها من المركز، وفي حال وجد عيب بعد ذلك فإن المركز يخلي مسئوليته تماماً حتى وإن كان موقعاً على تقرير بسلامة المركبة. وبين البريدي أن الالتزام يوقعهم في مشاكل غير متوقعة مع أصحاب المعارض حيث توجد أعطال مفاجأة لا يمكن أن يتحملها صاحب المركز، وأضاف بقوله: قد يحدث العطل أحياناً في المعرض بعد الفحص لوجود عمال المعرض الذين لا يجيدون القيادة فيقوم بعضهم بإحداث خلل إما في (القير) أو المكينة بسبب الجهل بمعرفة تشغيل وقيادة بعض أنواع السيارات.
وعاد البريدي ليؤكد أنهم كأصحاب صيانة يلتزمون بتقريرهم في فحص سيارات الزبائن فقط وبين أن على المشتري أن لا يعتمد كلياً على أجهزة الفحص وأن هناك أعطالاً وعيوباً لا يعرفها سوى الميكانيكي نفسه.
وأضاف البريدي أننا نذكر عيوب السيارة عن طريق أجهزة الفحص والفنيين المتخصصين. أما زايد دهش أحد المشترين فقال إن هذه المراكز وإن لم تكن دقيقة 100% إلا أنها تعطينا حكماً على السيارة بنسبة عالية في حين أبدى انزعاجه من ارتفاع المبلغ في حالة عدم إتمام البيع بين الطرفين لوجود خلل في السيارة والذي يتضرر فيه دائماً المشتري الذي يلتزم بقيمة الفحص مما يجعل المشتري يفحص السيارة قبل ذهابه للمركز فحصاً سريعاً حتى لا يذهب المبلغ دون فائدة.