الرياض - عبدالرحمن السهلي - عبدالله البديوي
أضحت متابعة أسواق الوول ستريت والمؤشرات الأمريكية من أولويات المستثمر في السوق السعودي بعد أن أصبح تابعاً (للداو جونز) في تحركاته صعوداً وهبوطاً ومسايراً له في تعامله مع الأخبار الإيجابية والسلبية.
الكثير من المتابعين والمحللين يرون بعض المنطقية في هذه الحركة المتلازمة بين مؤشرات العالم، خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي يعصف بالاقتصاد العالمي، ولكن غير المنطقي في رأييهم أن يكون تأثر السوق السعودي ومؤشره أكثر حدة من السوق الأمريكي ومؤشراته إذا ما عرفنا أن الاقتصاد الأمريكي مهدد بالانهيار نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها.
إن المؤشرات العامة للاقتصاد السعودي مطمئنة، والتوقعات لا تزال إيجابية بخصوص معدل نمو الناتج المحلي لهذا العام والعام القادم على الرغم من التراجع في الاقتصاد العالمي.
كما نفت المصارف السعودية أن يكون هناك تأثير سلبي للأزمة العالمية على نتائجها المالية، وواصلت الشركات السعودية المدرجة في السوق تحقيق معدلات نمو مقبولة في الأرباح، كما أكدت الشركات البتروكيماوية أن انخفاض أسعار منتجاتها قابله انخفاض في أسعار القيم.
أما في أمريكا فقد أكدت البيانات الاقتصادية المتوالية دخولها في مرحلة الركود بشكل رسمي، ولم تستبعد دخولها مرحلة الكساد مستقبلاً، كما أن الشركات الأمريكية العملاقة بدأت تعاني بعد انهيار القطاع المصرفي وانعدام الثقة وإفلاس عدد من البنوك وشركات التأمين العريقة، وكان أحدث القطاعات الاقتصادية التي انضمت إلى هذه الأزمة قطاع صناعة السيارات بعد إعلان شركة جنرال موتورز أنها مهددة بالإفلاس.
وعلى الرغم من هذا التباين في الأداء بين الاقتصاد السعودي والأمريكي إلا أننا نجد مؤشر السوق المالية السعودية (تاسي) يخسر أكثر من 50% من قيمته منذ بداية العام، بينما مؤشر (الداو جونز) الذي يقيس أداء أكبر ثلاثين شركة أمريكية لم يفقد سوى 35% من قيمته منذ بداية العام.
حول هذا التباين في الأداء تحدث ل(الجزيرة) الدكتور عبد الله باعشن الرئيس التنفيذي لشركة الفريق الأول للاستشارات المالية قائلا: لا يمكن أن نعمل مقارنة أو قياساً بين السوق السعودي والسوق الأمريكي؛ وذلك لوجود اختلافات كبيرة وجوهرية؛ فالسوق الأمريكي يصنف على أنه سوق ذو كفاءة عالية، ومستوى الإفصاح والشفافية متقدم، كما أن المتداولين فيه من المؤسسات الاستثمارية، أما السوق السعودي فيندرج ضمن الأسواق الحديثة الناشئة ذات مستوى الإفصاح المحدود، ويسيطر على تداولاته المستثمرون الأفراد.
وأضاف د. باعشن أن مكونات الاقتصاد السعودي تختلف عن مكونات الاقتصاد الأمريكي؛ فالاقتصاد لدينا يعتمد بشكل أساسي على مصدر واحد هو البترول، وعليه فإن انخفاض أسعاره من 150 دولاراً إلى 50 دولاراً في وقت قصير سينعكس أثره بشكل واضح على حجم التوقعات الاقتصادية، أما الاقتصاد الأمريكي فإنه يعتمد على مصادر متعددة؛ ما يتيح له مرونة أكبر في مواجهة التقلبات الاقتصادية.
وبيّن د. باعشن أن التركيبة القطاعية لمؤشر (الداو جونز) متنوعة؛ حيث يضم شركات مالية وشركات صناعية وسيارات.. إلخ، أما مؤشر السوق السعودي فيعتمد بشكل أساسي على قطاع البتروكيماويات.
وبالرغم من ظهور أزمة الرهن العقاري خلال عام 2007م إلا أن الأثر الحقيقي لها لم يبدأ بشكل واضح إلا بعد أن أعلن بنك (ليمان براذرز) إفلاسه في شهر سبتمبر؛ حيث فقد مؤشر السوق السعودي نحو 457.5 مليار ريال من قيمته السوقية منذ بداية شهر أكتوبر وحتى الآن، فيما خسر 952.5 مليار ريال منذ بداية العام، وفقدت أسهم شركة سابك 150 مليار ريال من قيمتها السوقية منذ بداية شهر أكتوبر، وخسرت 322.5 مليار ريال من قيمتها السوقية منذ بداية العام.
وفي قطاع المصارف نجد أن أسهم مصرف الراجحي ومجموعة سامبا المالية قد خسرت 33 مليار ريال من قيمتها السوقية منذ بداية العام.
جدير بالذكر أن مكرر السوق السعودي أقل من عشرة، فيما يقل مكرر الداو جونز عن الإحدى عشرة مرة.