يستبشر الناس خيراً بهطول الأمطار في مدن ومناطق المملكة المختلفة خلال هذه الفترة، حيث يحل الخير وترتوي الأرض ويأنس الناس بهذا الخير، ويدعون ربهم أن يكون فيه الخير والنفع للبلاد والعباد، إلا أن هناك مشكلة يعاني منها الناس عند نزول المطر في المدن
الكبيرة وهي قضية الزحام الشديد في الشوارع وخاصة الرئيسية منها، إننا في الحقيقة أمام مشكلة مواصلات كبيرة ومعقدة أخشى أن تتفاقم مع مرور الوقت دون وضع حلول جذرية، مع أني على يقين بأن المسؤولين يبذلون قصارى جهدهم في عمل الدراسات ومحاولة وضع الحلول النافعة في أسرع وقت.
إنني أحد الذين يعانون يومياً من الزحام ذهاباً وغياباً في الطرق الدائرية في مدينة الرياض، ومع هذا فإني على يقين بأنه لابد أن نتحمل جميعاً ما يحدث ونشارك بإيجابية لتلافي هذه المشكلة، لكن هناك قضية أخرى أفكر فيها دائماً وأنا رهين الزحام، وهي ضرورة وجود مسارات في الطرق السريعة مخصصة لسيارات الطوارئ (الإسعافات- الدفاع المدني- وغيرها) وبخاصة أوقات الأمطار، لكي تستطيع هذه السيارات القيام بمهمتها بعيداً عن التوسل لذلك السائق أو غيره الذي يهمه أن يصل لمقر عمله أو دراسته دون الاهتمام بالخدمة الإنسانية التي تقدمها سيارات تلك الجهات.
وفي ظل الوضع القائم، فإني أتساءل بحرقة: كيف يصل مريض بحالة خطرة إلى أحد المستشفيات في مثل هذا الزحام؟ وماذا سيكون مصير امرأة يسعى زوجها للوصول لأقرب مستشفى لتضع مولودها؟ وماذا لو قدر الله نشوب حريق في أحد البنايات؟ أسئلة حائرة وأجوبة معلقة، مما يستدعي النظر بعمق إلى مثل هذه القضية من خلال تخصيص مسار خاص وبأسرع وقت، لأن مما يؤسف له أن وعي كثير من الناس بمثل هذه الحاجات واستشعارهم بها دون الصفر! كما أنه لابد من السعي بكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إلى توعية المواطنين والمقيمين من قائدي المركبات بضرورة وجوب إفساح الطرق لسيارات الطوارئ، لأن حياة الناس لا يمكن أن تقارن أبداً بتأخر ساعة من دوام أحد الموظفين، كما أن وضع مولود بالسيارة لا يقارن بالتأخر عن المحاضرات في الجامعة.
أني أدعو بكل وضوح إلى تلافي حصول مثل هذه الأمور، وأرجو ألا ننتظر وقوعها لنبدأ بالتفكير لإيجاد حلول لها، إنه من المهم جداً أيها القراء الكرام أن نتعاون جميعاً في أثناء القيادة مع سيارات الطوارئ وأن نفسح لها الطريق لمساعدة الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدة كالمرضى وغيرهم، لأن هذه السيارات يا سادة تنقذ مريضاً وتخمد حريقاً.
وأخيراً، فإن جهود القائمين على الطرق مشكورة، لكننا ما زلنا بحاجة إلى تعاون جميع قطاعات الدولة، سعياً لتحقيق راحة المواطن الذي تنشده دولتنا المباركة، ولتنتهي المعاناة مع مشكلة تجمع المياه في الشوارع والطرقات.
alelayan@yahoo.com