المزيد من الفتيات يقعن صيداً سهلاً في فخاخ صيادي الأعراض ومنتهكيها، وذلك بحسب التقرير الذي أصدره مركز البحوث في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستدعى تشكيل هيئة حكومية لدراسة الظاهرة برئاسة وزارة الداخلية ومشاركة عدة جهات حكومية. تقول الدراسة إن الابتزاز يشتمل على أساليب في غاية البشاعة تتمثل في الإهانة والعنف بل التعذيب أحياناً من انتهاك العرض وسلب المال والأذى الجسدي والمعنوي، ولم يقتصر ذلك على السعوديين بل إن بعض المقيمين شاركوا في هذه الجريمة في حق بعض السعوديات في مقابل الحصول على مبالغ مالية جراء التهديد والإكراه! ولكن كيف حصل الصياد على الأسلحة التي يستخدمها في الجريمة؟ وبمعنى آخر: كيف حصل على صورة أو تسجيل لمكالمة؟ إن الفتاة هي من منحه الفرصة على طبق من الغفلة والسذاجة وقلة الوعي بخطورة ما تفعله؛ فقد سلمت - وهي لا تدري - نفسها لشخص مخادع ومريض ومحتال! الشباب يقومون (بلحس) عقول الفتيات بكلام معسول ثم بالنهاية يقومون بتهديدهن بفضحهن ونشر صورهن.. قليل من تلك الحكايات وصلت للهيئة وقليل منها أيضاً وصل للصحف، لكن الكثير لم يصل بعدُ وربما لا يزال بعضها تحت رماد تلك العلاقات المشبوهة!
لجوء الفتيات للهيئة لإنقاذهن وليس للشرطة يؤكد ثقتهن بأن الهيئة لم تعد تشهر بمن يلجأ إليها بل تقوم بالستر عليه، خاصة أنه لجأ إليها هرباً من الفضيحة! وهذه الثقة بالتأكيد قد حصلت عليها الهيئة بعد أن تخلصت من المتعاونين (المجتهدين) الذين كانوا يسيئون لسمعتها ويضايقون الناس في الأسواق والمطاعم بلا أسباب مقنعة! وعدم لجوء الهيئة إلى فضح الفتيات وأسرهن هو أمر مهم؛ لأن الفضيحة ليس بعدها شيء؛ فبعد الفضيحة قد يسهل على الفتاة السير في الطريق الخطأ؛ فما لجرح بميت إيلام - كما قال المتنبي!
يستخدم الصيادون الإنترنت (الشات) والجوال ليس في اصطياد الفريسة فحسب بل ووضعها في حظائر ومتى ما حاولت الخروج فالابتزاز والتهديد بالفضيحة هما أقرب الأسلحة وأفتكها لإعادة الصيد إلى حظيرته.
إن الفتيات الساذجات هن السبب الأول لما يحصل لهن من فضائح وكوارث تحل بهن وبأسرهن وسمعتهن، بالتأكيد نحن بحاجة إلى حملة توعية تقوم بها وزارة التربية والتعليم لتوعية منسوباتها وبمساهمة من وزارة الثقافة والإعلام والجهات التي لها علاقة بحماية المجتمع من الجريمة التي قد تبدأ بمكالمة وتنتهي بانتهاك عرض أو تعذيب أو قتل!
alhoshanei@hotmail.com