Al Jazirah NewsPaper Friday  21/11/2008 G Issue 13203
الجمعة 23 ذو القعدة 1429   العدد  13203
رسالة من فتاة: كيف تقفون عائقاً أمامي وأنتم من علّمني ذلك؟!
فاطمة الصالح

هي إحدى الفتيات النشيطات جداً جداً في القطاع الاجتماعي التطوعي، افتقدناها نحن زميلاتها في نفس العمل التطوعي لفترة طويلة تجاوزت الثلاثة أشهر!! سألناها مراراً وتكراراً عن سبب انقطاعها هذه المدة الطويلة .. لا تجيب .. فقط تقول اتركوا لي مهلة .. أنا أحب عملي التطوعي .. وأحبكم.

حاولنا الوقوف معها للتصدي للتحدي الذي يواجهها، وبسبب ابتعادها عن العمل الموصل إلى جنات النعيم بعون الله .. باءت محاولاتنا بالفشل.. وفجأة سمعنا خبراً كدرنا جميعاً..

أصيبت هذه الفتاة الرائعة بمرض بدني قيل لنا إنه من جراء مرض نفسي!! وبعد صمت دام أكثر من شهرين.

وكان هذا اليوم .. يوم الخير والعطاء وتوحيد مملكتنا الغالية .. يوم الثامن والسبعين لذكرى توحيد قلوب جميع سكان المملكة على يد الأب القائد الذكي طيب الله ثراه .. ملك مملكتنا الملك عبد العزيز آل سعود أسكنه الله جنات الفردوس الأعلى..

جاءتني رسالة في فجر هذا اليوم على جوالي من فتاتنا الرائعة..!! أحسست وأنا أقرأها أنها بداية شفائها .. وعودتها إلى عملها.

أنقل لكم حرفياً نص رسالتها لعلّ فيها الخير لجميع فلذات الأكباد صغاراً وكباراً..

وأطلقها صرخة ونداء لأولياء الأمور الأعزاء الذين يبالغون في حبهم لفلذات أكبادهم.

نص رسالتها:

(ربّيتمونا منذ طفولتنا على حب الخير .. أتذكّر في صغري عندما يعطيني أحدكم مبلغاً ويقول لي: (اذهبي وأعطيه ذاك الفقير) .. أتذكّر كنت جداً مسرورة لأني قدمت شيئاً بيدي لهؤلاء الفقراء .. نَمَت معي بفضل الله هذه العادة.. وصرت أحبها.. فوضعت هدفاً لهم وكان يكبر هذا الهدف معي..

ولكن الآن وعندما أصبحت أعرف كيف أفكر وحدي في مساعدتهم بالطرق العلمية.. قررت أن أكرّس جلّ وقتي لتحقيق هدفي..

عجباً..!!!

كيف تقفون عائقاً أمامي وأنتم من علمني ذلك؟!

ستقولون لي خوفاً عليكِ أن تذوبي في العمل التطوعي لأنّ طريقه صعب وطويل!!

سأقول لكم وما المانع؟ هنا أجد سعادتي.. أنا لا أحب أن أصنع مثلكم.. بالنسبة لكم هذا عمل ثانوي.. وجلّ اهتمامكم في حياتكم تعملون لشخوص أبنائكم.. تحسبون سعادتهم في الزيارات والتسوق والأكل والسفر..!

كرّستم حياتكم لنا شكراً والدتي.. شكراً والدي.. كان هذا هدفكم..

ولكن أنا لست كإخوتي.

أنا لي هدفي الخاص بي وحدي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد