الأستاذ عياد بن مخلف الشملاني معلم اللغة العربية في مدرسة صقر قريش الثانوية في عرعر له كتابات أدبية ومنها قصة المهندس هيل جروف والبدوي مرزوق، أقتطف منها: التابلاين أو الخط الناقل للنفط، نشأت حوله عدة مدن سعودية وصار مشروعاً جاذباً لتوطين البدو الرحل فرفد جهود الدولة في توطين البادية فتتالى البدو يحطون رحالهم حيث التحق الكثير منهم بالعمل والتحق أبناؤهم بالمدارس وأحد هؤلاء (مرزوق) فقد ودع حياة الترحال واستقر في العمل في الشركة المكلفة بإنشاء الطريق الأسفلتي الموازي لخط الأنابيب، وتضم الشركة عدداً من المهندسين الأجانب المسؤولين عن المشروع، وكان مرزوق في داخله ما زال يعيش حياة العشق فمعشوقته كان قطين أهلها قريباً من محطة التابلاين التي تغفو على شفاء وادي عرعر وتلفه روافد بدنة المكتظة بشجيرات الرمث والروثة. ومع ضوضاء المحركات متجهة غرباً لتعبيد الطريق تمنى مرزوق أن يقف الطريق في مدينة عرعر، وقال قصيدة موجهة إلى المهندس هيل جروف يلوح له بالبقاء في مدينة عرعر بحجة أن سحب الشتاء الثقيلة أمطرت بسخا حيث يقول: |
يا ناس قولوا لهيل قروف |
ينكف ترى الدرب خرباني |
شعيب عرعر غدا له رفوف |
متخالط فيه شعباني |
قد يكون مرزوق بالغ في وصف كمية مياه الوادي الجارفة وكان يصدح بأبيات الهجيني فكان المهندس جروف يطرب لتلك الآهات المغناة المتدفقة، فقاربت المشاعر بين المتباعدين في البيئة والجغرافيا واللغة فمرزوق البدوي وجروف الأجنبي جمع بين قلبيهما رقة الإنسان ونقاء السريرة. |
وقفة من شعر جديع بن قبلان: |
يا طير يا مومي الجناحين يا اللي |
تحوم بالخضرا ولا لك ظلالي |
لو هني يا طير مثلك واعلي |
وافرج العبره بروس العوالي |
يا نمر ما عينت خلك وخلي |
مثل السراب ايل مع الطرف حالي |
وجدي على خمسة من هللي |
راحت بهم يا نمر سود الليالي |
|