Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/11/2008 G Issue 13200
الثلاثاء 20 ذو القعدة 1429   العدد  13200
أدب الطفل بين النص والإخراج الفني

ضمن البرنامج الثقافي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد مجاهد بمحكى القلعى بقلعة صلاح الدين الأيوبي، أقيمت ندوة ثقافية بعنوان (أدب الطفل بين النص والإخراج الفني)، تحدثت فيها الأديبة والشاعرة سارة طالب السهيل، وأيضاً تحدث الفنان المخرج الفني محمود الهندي .. أدار الندوة كاتب الأطفال أحمد زحام وذلك في حضور كوكبة من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بأدب الطفل والسيدة منى خزام والجمهور.

افتتحت الندوة الأديبة سارة السهيل بكلمة أكدت بها أن أدب الأطفال من الفنون الحديثة في الأدب العربي، وتؤرّخ بدايته في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وإن كانت له جذور في التراث الشعبي، ومن أبرز الذين حاولوا تقديم أدب للأطفال في هذه الحقبة الشاعر أحمد شوقي الذي دعا إلى قيام أدب أطفال مستقل عن أدب الكبار. ويمكن القول إنّ أدب الأطفال منذ الثلاثينات بدأ يخطو خطواته الثابتة والواسعة، إذ برز جيل حاول أن يؤسس في أدب الأطفال حسب النظريات التربوية والأدبية الحديثة، أبرز روّاد هذا الجيل كامل كبلاني، محمد عطية الأبرشي، محمد برانق، محمد سعيد العريان، تميّزت كتابات هذه المرحلة بالاعتماد على الترجمة أو التراث، وظل فن أدب الأطفال العربي يتطور باحثاً عن أصالته وهو يخوض مرحلة التجريب والتجديد.

اعتمد أدب الأطفال، غالباً على القصص الأسطورية التي تدور وقائعها في الساحة القريبة من البيئة التي يعيش بها الطفل. أما أبطال القصص فهم لفيف من الأطفال تربط بينهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة، ويلعب كبار السن دور الوسيط والمنقذ، أما إخراج قصة الأطفال من ناحية الشكل فقد تطور كثيراً وأصبحنا نجد قصصاً ذات جودة عالية من حيث المضمون ومن حيث النقش الفني والإخراج الشكلي النهائي، وإنها تعتقد أنّه حان الوقت لتحرير الكتاب (ومعه الأدب) من مفهومه المحدود، وتركه يتنزّه بين الصفحات التكنولوجية العصرية، وحان الوقت لاستثمار الإنجازات العلمية والتكنولوجية المتطوّرة لإخراج أدب الأطفال من البوتقة التقليدية التي تحصره، خاصة وأنّ أطفال اليوم يستغلون هذه الطاقات في مختلف الألعاب، ويعيشون بين ثناياها أمام التلفاز (الصور المتحركة على مختلف أشكالها وألوانها)، وأنّ مواكبة أدب الأطفال لأدبهم بكل أجناسه الأدبية من خلال الوسائل التكنولوجية لا يعتبر تراجعاً في العلاقة بين الطفل والأدب، وإنما ضرورة تفرضها روح العصر الإلكترونية، وتتمثل في تقديم وسائط إلكترونية جديدة لأدب الأطفال.

أما كتاب الطفل فهو يعاني من افتقار الجمال في مظهره العام، من حيث تصميم الغلاف والرسوم الداخلية وإخراج الكتاب، وهذا ناتج عن قصور في الإدراك العام لدى المشتغلين في هذا المجال، فهم يغفلون أهمية الجمال، ظانين أنّ الرسالة هي الأهم، في حين أنه لكي تصل الرسالة جيداً يجب أن تتوسل بالجمال والإبهار والجاذبية، وبدون غلاف يثير رغبة الطفل في القراءة، وبدون رسوم داخلية جذابة تتضافر مع الكتابة بحيث يشكلان معاً نصاً إبداعياً، وبدون لغة حلوة ملونة ومزركشة تتحرك مفرداتها كأنها مخلوقات حية تغني وتصيح وتجري بطريقة طفولية بدون كل ذلك لن نرقى لمستوى كتّاب الغرب.

الشكل والإخراج الفني

تساءلت سارة السهيل هل مظهر الكتاب جذاب؟ هل نوعية الورق مناسبة، بحيث أن لا تمتص الألوان ولا تعكس الإضاءة؟ هل يتم طبع الرسوم والألوان بشكل جيد؟ هل نوع الحرف المطبوع واضح؟ هل حجم الخط مناسب؟ كبير بما يكفي؟ هل يتناسب حجم وشكل الكتاب مع الطفل حسب عمره؟ هل هو ثقيل مثلاً للصغار؟ هل الناحية الفنية في الصفحات جيدة (توازن نص - رسوم، أبيض - أسود) ... هل يعبِّر العنوان، عناوين الصفحات، صفحات النهاية عن أسلوب وموضوع القصة؟ هل العنوان مناسب للقصة؟ هل هناك عناوين جانبية؟ هل هناك أخطاء مطبعية؟ هل هناك ازدحام في تشكيل النص؟ هل أواخر الكلمات مشكّلة؟ هل استخدام علامات الترقيم مناسب؟ هل هناك فهرست للكتاب؟ كيف يمكن مقارنة الكتاب بوسائل أخرى متعلقة بالأطفال في هذا المجال .

الإخراج الفني ليس عملية فنية فقط بل يرتبط وبشكل كبير بالجانب النفسي للطفل فنحن نريد أن نقدم للطفل ما يريده وما يحبه، ولا نرغمه على قبول ما نحبه نحن له، فلا بد من التناغم في الإخراج الفني مع التنسيق بين الرسام وكاتب القصة كي تصل للطفل بصيغة شيقة جميلة ومرغوبة.

الرسوم هي حجر الزاوية، فالإخراج والرسوم جزء من التعبير الموضوعي بل هي تتجاوز عملية الإخراج أحياناً، فالرسوم تربي الذوق الفني لدى الطفل وتعطي القصص له بعداً وجدانياً وتنقله من عالم الفكرة إلى عالم الواقع الحي، وكلما كانت الرسوم إبداعية كثيرة أقبل الأطفال عليها، ولا بد من التوازن بين الأمرين كي تؤدي الرسوم دورها الإيجابي تجاه الطفل، لذلك القصص المصورة تنجح لأنها تجذب الأطفال قبل أن يتعلموا القراءة ويستوعبوا الكثير من مضمونها من خلال الرسوم، والطفل يعتمد على حاسة البصر بشكل رئيسي وسهولة واستيعاب مدلولاتها لديه.

وتحدث الفنان المخرج الفني محمود الهندي عن تجربته الشخصية في مجال أدب الأطفال ودور الإخراج الفني في إظهار والتعبير عن النص الأدبي والشكل النهائي للنص الأدبي سواء الكتاب أو العمل الفني وأهمية ذلك.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد