كانت التجربة أكثر من رائعة, وكان التجمع المسرحي الخليجي للأشخاص لذوي الإعاقة مثيراً ومثمراً وثرياً, وحصل في المهرجان المسرحي الأول للمعوقين الذي استضافته الدوحة الأسبوع الفائت, أبرز عملية (إدماج) اجتماعية واضحة المعالم بين الإخوة أصحاب الإعاقة وباقي الناس، والتي أثبتت أن المشروعات (الإنسانية) أعظم عمل يمكن أن تقوم به البشرية بعيداً عن الصراعات السياسية والإرهابية والعسكرية.

كان الفريق المسرحي السعودي المشارك في مستوى الحدث وبحجم المسؤولية، سواء من الناحية الفنية أو من ناحية العلاقات الإنسانية أو من الناحية الثقافية, وشكلوا جميعاً حضوراً فاعلاً، وشعر بوجودهم الكل بصورة تعكس مقدار ما يملكه مجتمعنا من طاقات شابة مبدعة تتحقق بهم الصورة المشرقة وحسن الظن المتوقع.

المهرجان المسرحي الذي شارك به عشرات الأشخاص من ذوي الإعاقة, جاء ليؤكد أن كثيراً من الأنظمة الإدارية والقيادات الإدارية غائبة عن الفعل الإنساني بالصورة التي ترضي أصحاب الإعاقة، ويشوبها كثير من العوق الإداري؛ فكثير من أطروحات المعاقين على خشبة المسرح تشير إلى معاناتهم الإدارية التي تعيق كثيراً من تطلعاتهم وطموحاتهم.

إن كثيراً من العاملين في مجال العمل الإنساني بحاجة إلى دورات متخصصة في الأعمال الإنسانية, تؤهلهم للعمل بكفاءة وفاعلية وتعطيهم جرعات توسع مجال إدراكهم في استيعاب الحاجات الإنسانية للأشخاص ذوي الإعاقة؛ فالطرائق التقليدية التي يدير بها البعض الأعمال الإنسانية تمثل كارثة بشرية على الأمد المتوسط؛ ما يستدعي التحرك سريعاً لإعادة ترتيب العمل الإداري لهؤلاء الفئة التي عرفناهم عن قرب وعشنا معهم أجمل فترات حياتنا؛ الأمر الذي عده الجميع نقطة مضيئة في تاريخهم الشخصي.