كتب - عبد الرحمن حمد العتيبي
عرضت قبل أيام جولات (باص) شاعر المليون الخاصة بالسعودية من خلال محطتي الرياض وجدة، والمتابع لهما يتأكد أن (الرحلة) فعلاً قطعت ب(الباص) الألفاظ التي استخدمها أعضاء اللجنة في تقييم المشاركين هي من الألفاظ الدارجة في (سراوات) الباصات وعلى ألسنة (الكدادة) المخضرمين.. بدأ من (والله ان تبطي) ومروراً ب(طاق طاق طاقيه) والقائمة تطول.
ومما يؤسف له أن الشعراء الحقيقيين (راحوا في الرحلة) لأنه لم يقدم منهم إلا عدد قليل بينما أخفي الكثير منهم.
هذا العام كان أعضاء اللجنة (عنيفين) على غرار (كدادة) الباصات (المتعافين) الذين يجبرون زبائنهم ذوي الأصوات الجميلة على (الغناء) ليطربوهم خلال الرحلة.
كانوا.. وأعني بكانوا أعضاء اللجنة لا يتورعون عن طلب قصائد المدح لبعضهم من كثرة غطرستهم وتفرعنهم على المتقدمين.
وكان (الزبائن) - عفواً أقصد الشعراء المغلوبين على أمرهم - يستجيبون طمعاً في الفوز بكرت العبور إلى (بعثة) شاطئ الراحة.
جولات السعودية وإن تخللها بعض الشعراء الرصينين تعطي انطباعاً أن الشعراء السعوديين (متسولين) و(معاتيه) أتوا من غياهب الفقر والحاجة وأن المنقذ لهم شاعر المليون..
لأن طريقة العرض رسخت هذا الأمر بتركيزها على النماذج السيئة وتهميش عدد كيبر من النماذج الشعرية المشرفة.
هذا شاعر ينخى أهل المليون كلهم بما فيهم حامل السعد (زيدون) وآخر يلعن الفقر ويحلم ب(جوال) يهديه إلى أعز الناس عنده، وآخر يطالبهم بأخذه إلى شاطئ الراحة لو على (الطبلون).. طبعاً طبلون (الباص)..
في الباصات المحترمة يكون هناك مقاعد خلفية مخصصة ل(العوائل) ومعزولة تماماً عن الرجال..
في (باص) شاعر المليون كان الأمر مختلفاً..
ولم تكن المقاعد مفصولة.. لذا عُرض في رحلة جدة متسابقتان سعوديتان.. وقدمتا ب(تسويق) مليوني صرف يبحث عن (إثارة) تعلِّق الناس بالبرنامج.. استخدم كروتاً سعودية نسائية في بادرة جديدة وغير مسبوقة تستحق أن نقف معها وقفة جادة ورادعة!! فقط من أجل إحراقها في شاطئ الراحة وكفالة بقاء (الضوء) حول البرنامج حتى لو جاءت على حساب بناتنا!!
لماذا قدمت جولات السعودية بهذا الشكل؟!
الإجابة بالتأكيد عند سواقين (الباص) الذي شق (شارع) المليون!!