Al Jazirah NewsPaper Monday  17/11/2008 G Issue 13199
الأثنين 19 ذو القعدة 1429   العدد  13199
مستعجل
الهلع.. والخوف
عبد الرحمن بن سعد السماري

مشكلتنا .. شيء اسمه (الإشاعة)

** ومشكلتنا أيضاً.. شيء اسمه (الهلع)

** قالوا قبل عدة أشهر.. بل ربما سنة أو سنتين.. أن هناك نقصا في الأرز بسبب شح الإنتاج.. وبسبب تحويل مزارع الأرز إلى مزارع للذرة وقصب السكر.. وبسبب احتكار الدول المنتجة للمنتج ورفضها تصديره.

** وسارع الناس لشراء أكياس الأرز.. فمنهم من اشترى عشرين وثلاثين كيسا.. مع أن الكيس يكفيه خمسة أشهر.. بمعنى.. أنه اشترى أرزاً يكفيه عشر سنوات أو تزيد.. فكدسوا الأرز في منازلهم.. واحتل مساحات كبيرة من المنزل.. وبعضها (شقق) وتحولت رائحة المنزل إلى رائحة مستودع أرز.. وانتشرت رائحة الأرز في المنزل بشكل مزعج.. وفي النهاية سيتم رمي الأكياس أو بيعها علفا للأغنام والدجاج والحمام.

** وقالوا هناك شح في محصول السكر وهناك دول أوقفت التصدير فسارع الناس واشتروا السكر وكدسوا السكر في منازلهم مع أن الكيس يكفي الكثير مدة عام أو تزيد.

** واليوم تشاهد الأرز والسكر تملأ المحلات والمخازن ولديها أكياس تكفي استهلاك الوطن لسنوات وسنوات.

** وقبل سنة قالوا إن الطحينية (معشوشة) وفيها مواد سامة فتضايق الناس من فقدان الطحينية.. مع أن هناك من لم يأكل الطحينية طوال حياته.. ومع ذلك هو متضايق من فقدان الطحينية.

** ولما أشيع أن الطحينية سليمة وخالية وبريئة من أي تهمة سارع الناس لشراء الطحينية و(قام سوق الطحينية).

** وكلنا يتذكر أحوالنا إبان أزمة الخليج يوم اشترى الناس كل ما في الأسواق من مواد غذائية وغيرها.

وخزنوا حتى (الشابورة) وامتلأت البيوت حتى إن بعضهم ملأ غرف منزله مياه (صحية) بل خزّنوا الغاز..

** وبعد أن انتهت الأزمة وتنفس (النشاما.. والسنافية.. وطوال الشوارب؟!!! الصعداء وعادوا إلى منازلهم بعد أن عاشوا أيام الأزمة في خربات وسيسان وأحواش الأغنام) في القرى القريبة من مدنهم (سَوّد الله وجيه الرخوم) بعدها.. اكتشفوا أن المسألة كلها مجرد إشاعات كاذبة.. وحاولوا التخلص من هذه المواد المخزنة.. ففشلوا فتعرض (90%) منها للرمي في براميل الزبالة ولم يحصل مشاكل ولا أزمة ولا نقص في المواد ولا شيء من ذلك بل الأمور سارت أثناء الحرب على ما يرام.. لكن (الذروق.. ذُروق) كما يقول العوام.

** نعم.. إن من أبرز مشاكلنا.. المشي وراء الإشاعات.

** ومن مشاكلنا.. الهلع والخوف.. وتطبيق ذلك على حياتنا.. على أنه حقائق.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد