عندما فكر المسؤولون عن قطاع الرياضة في بلادنا الحبيبة وعلى رأسهم أمير الشباب سلطان بن فهد بإنشاء المقار النموذجية للأندية السعودية على أحدث الطرز والأنظمة المتقدمة في مجال الرياضة كان القصد الأهم من ذلك أن يجد الشباب السعودي المنتدى الذي من خلاله تتحقق رغباتهم وهوياتهم وميولهم في شتّى المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية،.

لهذا كان تجهيز تلك المقار على أساس يلبي جميع هذه الرغبات والمتطلبات الشبابية. ولكن الملفت للنظر أن أغلب تلك الأندية قد ركزت على الجانب الرياضي فقط جاعلة جل نشاطها واهتماماتها في هذا المجال دون الاهتمام بجذب الشاب ذي الميول المختلفة ليمارس هواياته المتعددة والبعيدة عن الرياضة مع العلم أن الإمكانات متوفرة والكوادر المؤهلة على أهبة الاستعداد لإحياء الأنشطة الأخرى الثقافية والاجتماعية التي أضحت ضرورة تفرضها توجهات غالبية الشباب في عصرنا الحاضر لمواكبة التقدم المذهل لمملكتنا الغالية فلم تعد الكرة هي الشغل الشاغل للشباب كما كان في السابق، بل أضحت الثقافة ومجالاتها تحتل مساحات كبيرة من اهتمام شبابنا.. لهذا فإن المسؤول عن إهمال الجانب الثقافي والاجتماعي في بعض الأندية يعود لإدارة النادي من واقع مسؤوليتها المباشرة في قيادة دفة النادي فجميع الأجواء مهيأة لتحويل النادي إلى منتدى يقصده جميع أصحاب الميول الرياضية والثقافية والاجتماعية ليمارسوا هواياتهم ويسهموا بالتالي في خدمة بلادهم كل حسب اختصاصه، ولم يتبق سوى أن تولى إدارة النادي قليلاً من اهتمامها وتوجيهاتها للأنشطة الأخرى، وحتى أكون منصفاً فإن بعض الأندية خطت خطوات كبيرة في هذا المضمار وأولت الجانب الثقافي والاجتماعي والتوعوي مساحة من الاهتمام كأندية الشباب والهلال والنصر ونطمح منهم المزيد في هذا الجانب، مع الدعوة لبقية الأندية للسير في هذا الاتجاه فالعشم فيهم كبير لاستقطاب الشباب وتأهيله ليكون عضواً فاعلاً ويسهم بالتالي في دفع عجلة التقدم في بلادنا للأمام.