جاء رجل إلى هارون الرشيد فقال له: يا أمير المؤمين إني أريد أن أعظك بعظة فيها بعض الغلظة فاحتملها.. فقال الرشيد إن الله قد أمر من هو خير منك بإلانة القول لمن هو شر مني فقال الله تعالى لنبيه موسى إذا أرسله إلى فرعون {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}وكذلك قال بعض العلماء؛ (ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف.. وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر) لقد لفت انتباهي ما كتبه الأخ محمد العمران في العدد 13187 وتاريخ 7-11-1429هـ تحت عنوان. الشباب يلفظ الخبث. قوية يا محمد عزيزي: أنا لن أدخل معك في جدال ولن أجعل من نفسي محامياً عمن وصفتهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية: لأنني أعرف تمام المعرفة أنهم يستطيعون الدفاع عن أنفسهم: ولكن من باب الإنصاف وقول الحق والعرفان: أقول لك لقد أخطأت في حق من ساهمو مساهمة فعالة في إعادة الليث الأبيض إلى منصات البطولات بعد التوفيق من الله عز وجل وتضافر الجهود، نعم يا أخ العمران لقد أخطأت في حق هؤلاء الكباتنة الذين دافعوا عن شعار الليث الأبيض بكل أمانة وإخلاص، هؤلاء الرجال الذين لن ولن ننساهم مهما طال الزمن وبعدت المسافات، هم من أعاد البسمة إلى شفاهنا بعد غياب طال وطال، يأتي في مقدمتهم سعود السمار (أبوسعد) هذا الرجل الذي وقف في يوم ما بين الخشبات الثلاث يصد ضربات البلنتي بكل ثقة واقتدار أمام جماهير ذلك النادي الكبيرة وأعتقد أنك تذكرها: |
تأتي اليوم ونجرد قلمك من غمده وتوجه لهم عبارات خارجة عن الروح الرياضية. جاعلاً من نفسك محامياً عن إدارة نكن لها نحن الشبابيين كل الاحترام لقاء ما قدمته لنادينا من خدمات. |
لقد تبادر إلى ذهني هذا السؤال؟ أين كنت عندما كان الليث الأبيض يعيش ظروفاً تكالبت عليه من كل الجهات؟ لماذا لم تجرد قلمك من غمده وتدافع عنه؟ لماذا لم تكتب عن الإدارات السابقة؛ سواء كان سلباً أو إيجاباً؟ |
عزيزي نحن لا نشك في شبابيتك أبداً.. لكن في نفس الوقت لا نريدك وغيرك أن تتطاولوا على من ساهموا في إعادة الليث الأبيض إلى منصات البطولات وجعلوه رقماً ثابتاً فيها.. يأتي في مقدمتهم الكابتن سعود السمار (أبوسعد) عندما كان يذود عن عرين الليث الأبيض بكل رجولة: عزيزي العمران قلت إن السمار انتقل إلى نادي الاتحاد أعتقد هذا ما فيه عيب. ألا تعلم أننا نعيش في عصر الاحتراف والكرة أصبحت مصدر رزق للاعب ولا بد أن نتكيف مع هذا الوضع.. ورغم ذلك يظل سعود السمار أحد صناع بطولات الليث الأبيض شئت أم أبيت.. لكن غيره ترك نادي الشباب مهرولاً خلف المادة ووقتها لم يكن لدينا احتراف بالمعنى الصحيح. |
أخي محمد العمران: أقول لك بعيداً عن أي تأثير آخر وبروح رياضية تسودها لغة التفاهم وكشبابيين أرجو أن نبتعد معاً عن الجدل غير المفيد وأن تكون كتابتنا مستقبلاً تصب في مصلحة نادينا، خصوصاً أنه مقبل على خوض غمار بطولات خارجية مطلوب منا فيها التكاتف خلف الفريق بعيداً عن المهاترات غير المجدية. وهنا تذكرت قول الشاعر العربي: |
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا |
وإذا افترقن تكسرت أفرادا |
العشم فيكم كبير فهل أنتم فاعلون. |
ناصر عبدالله البيشي |
|