Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/11/2008 G Issue 13195
الخميس 15 ذو القعدة 1429   العدد  13195
الاتحاد الإنجليزي ودوره في الارتقاء ببطولاته
خالد بن عبدالرحمن الطياش

يحق للإنجليز أن يفتخروا بأنهم أول من استخدم مسمى كرة القدم بشكل موثق في سجلاتهم، ظهر ذلك في بعض المخطوطات عام 1409م حتى وإن كان هناك من يثبت مزاولة اللعبة من قبل الفرنسيين في عام 1314م.. إلا أن الإنجليز ثبت عنهم من خلال مذكرات ويليام فيتزستيفين الذي عمل مديراً للشرطة في عهد الملك هنري الثاني عام 1170م حيث كتب عند زيارته للندن أنه بعد تناول طعام العشاء خرج شبان المدينة إلى الحقول لركل الكرة وهي لعبة شعبيه جداً، كما أن الإنجليز هم من لعب كرة القدم الحقيقية بقواعدها الأساسية التي تم تحسينها وتعديلها بخاصة أن أقدم الأندية في العالم أُنشئت في عام 1857م وأقدم المنافسات في العالم والمعروفة بكأس اتحاد كرة القدم بدأت عام 1871م.. كما تم انطلاق أول دوري لكرة القدم في عام 1888م.

تاريخ عريق دفع العالم أجمع ليعتبر أن انجلترا هي البيت الذي انطلقت منه كرة القدم.

- تأسيس أول دوري كرة قدم في العام 1888م كان من قبل المدير المباشر لنادي أستون فيلا السيد ماك جريجور، وكان اتحاد كرة القدم للمحترفين الأول في العالم منذُ تأسيسه يهدف لربط المنافسة بين الأندية على اختلاف مستوياتها لتكون منافستهم بشكل هرمي ينتج عنها في النهاية أقوى فريق في البطولة.

- شتان بين منافسات بطولة الدوري الإنجليزي قبل عام 1992م وبعده حيث يعد هذا العام نقطة تحول في تاريخ الأندية الكبيرة التي زادت استثماراتها ودخلها المادي بشكل مذهل، الفرق واضح وكبير حيث سن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جميع الأنظمة واللوائح وأصدر القرارات التي من شأنها خدمة كرة القدم والارتقاء بمنافساتها بخاصةً بطولة الدوري التي حطمت كل الأرقام السابقة في تاريخ الإنجليز الطويل والعريق، وتم ابتداع الدوري الإنجليزي الممتاز (البرامير ليج) والسماح للأندية بانتدابات اللاعبين الأجانب حيث لم يكن مسموحاً لها من قبل بذلك، وأصبحت البطولة محل اهتمام ومتابعة الكثير من عشاق اللعبة في العالم.

- عمل الاتحاد الإنجليزي كل ما من شأنه دعم وتقوية الأندية من النواحي المادية والمعنوية وكذلك الفنية بخاصة عندما طبق أنظمة الاتحاد الأوروبي للعبة وسمح بمشاركة اللاعبين الأجانب في بطولاته المحلية كما نصت لوائح الاتحاد الأوروبي ليتم مقارعة الأندية الايطالية والإسبانية والألمانية المتفوقة على المستوى الأوروبي من خلال فوزها بعدد كبير من بطولات القارة على مستوى الأندية.

- تطوير الاتحاد الإنجليزي لبطولة الدوري وإعادة هيكلتها وتنظيم أوقات مبارياتها على مدار العام بحيث لا تتعارض مع المسابقات الأوروبية وإعطائها الأولوية من حيث الأهمية على جميع البطولات المحلية الأخرى ساعد الأندية على تطور مستوياتها وزيادة مواردها، ليس هذا فحسب بل أنه ساعد الأندية على العودة لتحقيق البطولات القارية والعالمية، فهل لنا عبرة نقتبسها من ما طبقه الإنجليز للارتقاء ببطولاتهم نستفيد منها للارتقاء ببطولاتنا المحلية.

- فوز المان يونايتد وليفربول بالألقاب المحلية والقارية والعالمية ووصول ناديي تشيلسي ومانشستر يونايتد للعب في نهائي دوري الأبطال الأوروبي العام الماضي ما هو إلا نتيجة للجهد المبذول من قبل مسؤولي الاتحاد الإنجليزي والأندية الإنجليزية، ونتيجة للقرارات الصائبة التي يتخذها الاتحاد لتصب في مصلحة أنديته التي تنتمي إليه.

- لو لم يوفق الاتحاد الإنجليزي بين أنظمته وأنظمة الاتحاد الأوروبي لما تمكنت الأندية الإنجليزي من الوصول لقمة الهرم الذي وصلت إليه على مستوى القارة العجوز.

- عند مقارنة توافق الأنظمة بين الاتحادين الأوروبي والإنجليزي الذي عمل الاتحاد الإنجليزي على توافقها وتماشيها لدعم أنديته وتقويتها لتكون حاضرة ومنافسة ومكتملة الصفوف في المسابقات القارية والعالمية فإنه يخطر على بالنا عدم توافق الأنظمة بين الاتحادين الآسيوي والسعودي حيث يُقر الاتحاد الآسيوي السماح للأندية بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب بالإضافة للاعب آسيوي رابع يشارك في المسابقات القارية والدولية بينما لا يُقر الاتحاد السعودي مشاركة اللاعب الآسيوي ليكون رابع الأجانب الثلاثة في بطولاته المحلية.

- مشاركة اللاعب الآسيوي الرابع في البطولات المحلية متى ما أقره الاتحاد السعودي فإنه سيمثل بكل تأكيد دعما لصفوف الأندية بخاصة أن كرة القدم الحديثة تعتمد على الانسجام والجماعية والتأقلم في اللعب.

- يجب الاستفادة من خبرات ممن سبقونا، وخير شاهد على ذلك هي تجربة الاتحاد الإنجليزي التي تحدثت عنها وعمله على توافق أنظمته مع أنظمة الاتحاد التابع له بهدف دعم وتقوية صفوف أنديته.

للتواصل عبر الايميل


Khaled_altayyash@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد