وهكذا تمر علينا الحياة وكل إنسان يعيش على هذه الأرض ولا بد له من نهاية وهي الموت والانتقال إلى الدار الآخرة وكل يحاسب فيما قدمه من عمل أما إلى الجنة وإما إلى النار والمسلم في حياته بهذه الدنيا يرجى له خير كثير في أعماله الصالحة ونحن نؤمن بالقدر خيره وشره قال تعالى في محكم كتابه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، والمؤمن الحق يجاهد نفسه حتى تكون له خاتمة طيبة وسيرة حسنة في حياته الدنيا التي هي دار ممر ومن خلال هذا الحديث سيكون لي وقفة مؤثرة مع امرأة فاضلة كتب الله لها أن تلاقي ربها في أفضل الأوقات التي يتمناها كل مسلم ومسلمة عندما يفارق هذه الدنيا وقد صادف يوم وفاتها في العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك ليلة الجمعة السابع والعشرين من هذا الشهر والتي يتحرى فيها ليلة القدر وكانت رحمها الله ممن يتمنى أن تكون وفاتها على تلك الحال وكان أن تحققت لها هذه الأمنية نسأل الله أن يتقبل لها هذه الخاتمة في الفردوس الأعلى لقد كتب الله لأختنا الفاضلة نورة بنت عبدالعزيز البطي حرم الأستاذ محمد بن محسن العجيمي الذي كان أشد صدمة في وفاة زوجته الغالية إلى قلبه والتي عانت المرض لفترة طويلة وقد كان لفراقها صدمة لكل من يعرفها وخاصة من الأقارب والجيران وكان لفقد هذه المرأة الفاضلة أثر كبير وأسى عظيم لكل من يعرفها من الأقارب والجيران والذين حزنوا لفراقها حتى الصغار فقدوا عطفها وحنانها والتي دائماً تبادرهم في إضفاء الفرحة والترحيب بهم حيث إنها عندما تقابلهم تقوم بمدهم بالهدايا والألعاب والحلوى وقد تركت بذلك سيرة حسنة وسمعة طيبة لدى الجميع صغارا وكبارا لتواصلها معهم وكانت طوال عمرها في خدمة والديها يرحمهم الله خاصة عندما أصيبا بالمرض حتى وصل ذلك إلى كافة أقاربها من كبار السن وكثيرا من الصفات الحسنة التي تتميز بها الفقيدة التي لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة مثل حسن التعامل والعطف والحنان والشفقة ومساعدة المحتاجين ويكفي أن الكثير يشهد لها بالسمعة الطيبة ولقد ذكر لي زوجها أنها طوال حياتها لأكثر من خمسين عاما لم ير منها ما يغضبه والدليل الحضور في تشييع جنازتها والصلاة عليها بعد صلاة يوم الجمعة والذين حضروا للصلاة عليها من الرس وخارجها وشهد الجامع والمقبرة جمع كبير والكل يدعو لها بالمغفرة والرحمة وخاصة ممن وقف عند قبرها الثرى والذي يحتاج فيه المسلم إلى الدعوة بالثبات ولقد خلفت الفقيدة أبناء أفاضل من طلبة العلم والمدرسين والموظفين الذين ما زالوا في خدمة هذا الوطن الغالي منهم ابنها الشيخ عبدالمحسن والأستاذ عبدالله وابراهيم وعبدالعزيز وراكان وغيرهم وشقيقاتهم نتقدم لهم بالعزاء في وفاة فقيدتهم الغالية ونسأل المولى عز وجل أن يغفر لها ويرحمها ويعفو عنها وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم أنت أكرم الأكرمين فاكرم نزلها وأوسع مدخلها، اللهم نقها من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم نسألك باسمك العظيم الذي سميت به نفسك والذي إذا دُعيت به أجبت أن تحشرها مع النبيين والصديقين والشهداء وتغفر لها اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد، اللهم يمن كتابها ويسر حسابها وألهمها حسن الجواب اللهم يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والأكرام اللهم واغفر لحينا وميتنا وكبيرنا وصغيرنا وشاهدنا وغائبنا وعالمنا وجاهلنا وذكرنا وإنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر لهم وارحمهم وأنت خير الراحمين، اللهم ولنا مثل ذلك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر اللهم لنا ولهم ولجميع المسلمين والمسلمات.
الرس