عدتم على العيد سالمين غانمين وتقبل الله صيامكم وقيامكم وأعاده علينا وعليكم ووطننا وأهله بالخير والأمن والبركات ورحم الله من لا عاده من الأهل والأصدقاء والأحباب.
هذا العيد وكل عيد وهو مناسبة الالتقاء بأخ بعيد أو بصديق حال الزمان والمكان بينكما أو بزميل شغلتكما الحياة عن الوصل والتواصل، إلا أن للأستاذ خليفة المسعر يدا بيضاء بمثل هذا الجمع السنوي بداره بسكاكا، فإن كان للأدباء صالونات أدبية وللوجهاء يوميات أو أسبوعيات فإن أقل ما يمكن أن يقال عن بادرة الأستاذ خليفة إنها (صالون عيد) يلتقي فيه نخبة من أطياف المجتمع الجوفي للتواصل والتذاكر في أحوال المجتمع. هذا العيد نقل الأستاذ خليفة شجون صديقه (المدني) تسمية مجازية نسبة لإقامة هذا الصديق بالمدينة المنورة (على ساكنها أفضل الصلاة والسلام) عطفاً على ما أطلعه عليه في زيارته للمدينة المنورة مما حل بنخيلها نتيجة نقص المياه وخوف هذا الصديق أن الدور قادم على نخيل الجوف.
طرح مثل هذا الأمر والدعوة إلى نشر الوعي والاقتصاد في استخدام المياه هو في غاية الأهمية، فالمياه اليوم هي عنصر أساس لحاضر ومستقبل المنطقة وكثيرا من التحذيرات تنبئ عن أزمات قادمة سببها نقص المياه ليس في المنطقة فحسب بل في كثير من الدول حتى وهي تمتلك المصادر الطبيعية للمياه من أنهار وبحيرات هي اليوم في قلب الأزمة وليست التحليلات التي تقول إن الصراعات (القادمة) في المنطقة ستكون من بين أسبابها الرئيسة هي المياه، ببعيد عن هذا الهاجس.
لكن إن سمح لي الأستاذ أبو جلال أن أستكمل هذا النقاش في هذه المساحة لأستذكر وإياه ومن يرغب أن نخيل الجوف وللأسف وقبل أزمة المياه لا قدر الله قد مات واقفاً بل ومحروقاً فمنطقة كان ذات يوماً اسمها مقرونا باسم حلوتها، اليوم حلوتها أصبحت خجولة بين ثمار النخيل، نعم هناك من لا يزال يتمسك بالنواجذ بهذه الحلوة لكن أنت تشاهد ما حل بتلك البساتين من إهمال وقطع حتى في ظل تسهيلات الدولة رعاها الله لم يحرص مزارعوها إلى نقلها والاستفادة من المزارع الجديدة والاستمرار بالحفاظ على هذه الثروة فإن كانت هذه الأرض الطيبة استنبتت ثمرة مباركة أخرى وهي الزيتون وقد نجحت فيها مع ثمار ومزروعات أخرى، فلا أظن أن من الوفاء والحكمة أن تلقى النخلة وبخاصة الحلوة منها هذا الإهمال الذي أرى وعلى الأقل في الوقت الحاضر أنه لا علاقة لما أصابها هو من نقص المياه ومزارع الجوف المحيطة بها ومشروعات الشركات الزراعية في وادي السرحان بسيطاء خير دليل على خير هذه الأرض وفي الوقت الذي كنا ننتظر مبادرة من المستثمرين لإنشاء مصنع للتمور في المنطقة يشجع ويخدم مزارعيها واقتصاديات المنطقة. نعم إن الاقتصاد في المياه واستخدامها وفق أساليب علمية في الزراعة أمر واجب كل الوجوب لكن الاهتمام بنوع المحاصيل التي تحتاج إلى أقل كمية من المياه له نفس الوجوب، ولعلي أتساءل مخلصاً عن الدور الذي تقوم به مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة في هذا المجال في تطوير أو المحافظة على هذه الشجرة وبالذات في المنطقة. فيا أستاذ خليفة ستبقى الحلوة هذه الشجرة المباركة هي العلامة المسجلة للمنطقة حتى وإن وضعنا إلى جانبها أغصان الزيتون فكلاهما شجرة مباركة من أرض طيبة
عدتم على العيد وكل عيد والحلوة وأنت بخير
رسالة خاصة:
من متابعة للصحف المحلية شعرت باهتمام أمانات المناطق وبلدياتها باحتفالات العيد ومظهرها زهواً أمام زائريها.. إلا أن الاحتفال بمركز الأمير عبدالإله الحضاري لا يمكن أن يعكس اهتمام الأمانة في هذه المناسبة أمام زائريها وبخاصة شوارعها.