لم يعد خافياً على أحد ما حصل ويحصل يومياً في بعض البلاد الإسلامية فقد سقطت جثث الأبرياء على الأرض وسالت الدماء ونقلت الصور جزءا يسيرا من الفظائع التي ارتكبت وتفاخرت أعظم قوة في العالم كما يسمونها بأنها ألقت قنابل يزن البعض منها عشرات الأطنان وآلاف الصواريخ واستخدمت أفضل الغازات وبلغ القتلى والجرحى من الضعفاء والبؤساء مئات الآلاف حسب أكثر الاحصائيات تواضعاً وشمل الموت والدمار كل شيء الشجر والحجر والأرض وسفوح الجبال وقممها ولم يتم التفريق بين مدنيين فقراء مشردين وبين من تزعم أمريكا أنهم أهداف لحملتها وكان العالم كله يتفرج على ما يحصل وكل واحد من قادة هذه القوى العظمى يخرج على وسائل الإعلام مزهواً يعدد ما ألقت قواته من سلاح فتاك وما سفك من دماء مؤكدين أن الحملة سوف تستمر وأنه لا نهاية قريبة لها وكانت الصور تنقل لنا أطلال مدن وخرائب مهدمة وشعب بائس فقير لا يملك من وسائل الحياة أي شيء ناهيك عن قدرته على رد هذا العدوان أو مقاومته وكل ذلك يحصل ولا زال باسم مقاومة الإرهاب ومطاردة نفر متهمين به ومن يسمع بحجم الأسلحة المستخدمة وضخامة العتاد وأعداد الجند يظن أن المعركة ضد قوة عاتية محصنة تمتلك من وسائل الدمار ما تقابل به خصومها ولكن إن نظرنا إلى واقع الحال كحال بعض البلاد العربية وجدت مدن لا تصمد أمام رصاص عادي وشوارع خالية إلا من البؤساء وضعاف ليس لديهم وسائل نقل غير وسائل بدائية أو عربات متهالكة ومع ذلك يتفاخر القادة الأمريكان بقوتهم وعتادهم وبلغ عدد حقدهم على الناس البؤساء أنهم أمروا جنودهم بأن لا يخرج من المحاصرين أحد حي فزاد جريان الدماء وعلا الموت والغبار فوق الرؤوس والأمة الإسلامية والعربية فيهم من يصفق لما يحصل مبدياً تأثيره الكامل بحجة مكافحة الإرهاب وفيهم من هو صامت صمتاً مخزياً وأكثرهم خيراً من أخذ يستنكر ما رآه بقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وإذا كانت هذه القوة فعلت ما فعلت لأن زعماءها وقادتها لا يخشون عقاباً فما هو موقف من أيدها إذا ما اتضح ذات يوم أن كل ما حصل لم يكن إلا لتحقيق مكاسب خاصة لهذه القوة العظمى وكيف سيواجهون ضمائرهم وشعوبهم بل كيف سيواجهون الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم عند نصب الميزان وترى كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من شر تود لو أن بينها وبينه أمد بعيداً ويحزركم الله نفسه وإلى الله المصير.
أما الفئة التي صمتت صمتاً مخزياً إما لضعف منها أو لمكاسب دنيوية فإنها هي الأخرى مسؤولة أمام الله فيما يجري وهي تتفرج على أخوة لهم يذبحون وينحرون ويحرقون وينكل بهم بأنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة وتهتك أعراض نسائهم وبناتهم هل نسوا أن المسلمين أخوة ماذا ينفعهم هذا الصمت إذا دارت الدائرة عليهم.
إن الله سبحانه وتعالى إذا ترك الدولة الظالمة ومن معها تفعل ما فعلت فإنه يمهل ولا يهمل ولكن الظلمة لا يعلمون وقوة الله آتية لنصرة الضعيف من فوق سبع سموات ونصر الله عظيم.
assas.ibrahim@yahoo.com