نيويورك - موفد (الجزيرة) - سعد العجيبان
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن الأديان التي أراد بها الله إسعاد البشرية لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائها وإنها جاءت لإسعاد البشرية.
وقال - حفظه الله - في الكلمة التي خاطب فيها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لثقافة السلام وحوار أتباع الأديان والحضارات المنعقد في نيويورك: إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلافات قاد العالم إلى الحروب.
وقد بدأ خادم الحرمين كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.
صاحب المعالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أيها الحضور الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أمام هذا الجمع من قادة العالم، ومن الجمعية العامة ضمير الأمم المتحدة، نقول اليوم بصوت واحد إن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم، وأن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب، فإما أن يعيشا معاً في سلام وصفاء، وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية.
إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم، وقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية، وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعاً، وما نختلف عليه سيفصل فيه الرب، سبحانه وتعالى، يوم الحساب، إن كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم من المبادئ التي نادت بها كل الأديان والثقافات فمشاكل العالم كلها لا تعني سوى تنكر البشر لمبدأ العدالة.
إن الإرهاب والإجرام أعداء الله، وأعداء كل دين وحضارة، وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح، والضياع الذي يلف حياة كثير من الشباب.
كما أن المخدرات والجريمة، لم تنتشر إلا بعد انهيار روابط الأسرة التي أرادها الله عز وجل ثابتة قوية.
إن حوارنا الذي سيتم بطريقة حضارية كفيل - بإذن الله - بإحياء القيم السامية، وترسيخها في نفوس الشعوب والأمم. ولا شك بإذن الله أن ذلك سوف يمثل انتصاراً باهراً لأحسن ما في الإنسان على أسوأ ما فيه ويمنح الإنسانية الأمل في مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة على الظلم والخوف والفقر.
أيها الأصدقاء:
أشكر معالي رئيس الجمعية العامة على تنظيم هذا اللقاء، وأشكر أصدقائي من زعماء العالم وقادته على حضورهم من مشارق الأرض ومغاربها، معتزاً بصداقتهم ومشاركتهم، واسمحوا لي أن أدعو المتحاورين في مدريد إلى اختيار لجنة منهم تتولى مسؤولية الحوار في الأيام والأعوام القادمة.
مؤكداً لهم ولمختلف دول شعوب العالم أن اهتمامنا بالحوار ينطلق من ديننا وقيمنا الإسلامية، وخوفنا على العالم الإنساني وإننا سنتابع ما بدأنا، وسنمد أيدينا لكل محبي السلام والعدل والتسامح.
وختاماً أذكركم ونفسي بما جاء في القرآن الكريم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكراً لكم.
وكان الاجتماع قد بدء بكلمة لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السيد ميجيل دي اسكوتو والتي طالب فيها بأن يضع المشاركون في الاجتماع ثقافاتهم أمامهم والتركيز عليها للتعاون في مواجهة المشاكل العالمية.
منبها بأن السكتة الأخلاقية التي أصبنا بها (بأن سمحنا لأنفسنا أن نصبح ملوثين بالأنانية، ومؤكد بأنه يجب أن نحب بعضنا دون استثناء ونحن بحاجة ماسة بأن نعود إلى ديننا وإلى أخلاقنا).
وعقب رئيس الجمعية العامة، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لدوره الحاسم في عقد هذا الاجتماع الذي تحتاجه الإنسانية والعالم في أشد لحظاتها الحرجة.
"طالع محليات و متابعة"