بيروت - هناء حاج:
شكّلت عودة الفنان عاصي الحلاني إلى أحضان شركة روتانا حدثاً جميلاً له وللشركة بعد تجربته الإنتاج المنفرد والتغريد خارج سربها، إلا أن المفاوضات أجدت نفعاً مع روتانا ليعود إليها وينظر إلى العودة كأنها زواج أبدي لا يمكن الطلاق منه، هكذا وصف عاصي عودته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته شركة روتانا في فندق (موفنبيك) في بيروت، ودعت إليه حشداً من الصحافة اللبنانية والعربية والأجنبية أيضاً.
استقبل عاصي بزفة جبلية على وقع الطبول والدبكة البعلبكية، ليزف مثل العريس إلى داره مرة جديدة. وهذا ما ألمح إليه خلال المؤتمر. في البداية عرض تقرير مفصل عن مسيرة عاصي الحلاني الفنية إن كان أثناء وجوده في روتانا أو خارجها، وشكّلت الكلمات التي لقيت ترحيباً وغزلاً بين الطرفين، إذ ذكر مدير عام روتانا الأستاذ سالم الهندي أن عاصي عاد إلى روتانا ليبقى عنصراً فيها وأثنى على صفاته الفنية العالية.
أما عاصي فكان أكثر غزلاً منه حيث أجاد بكل من خطر على باله من سمو الأمير الوليد بن طلال إلى سالم الهندي والصحافة كلها التي شكّلت نقطة إيجابية في حياته، إلى كل العاملين في مكتبه الخاص أو في روتانا.
إلا أن الفرحة كانت عادية لولا اقتحام الفنان جورج وسوف للمؤتمر مما أثار الحضور بين مرحّب ومنزعج، معتبراً أن حضوره لم يكن سوى لخطف الأضواء من عاصي، إلا أن حضوره لم يكن محض الصدفة على الإطلاق لأن ميكروفوناً رابعاً نصب بسرعة على المنصة الرئيسة خلال ثوانٍ سريعة، وهذا ما دفع للتساؤل بأن الميكروفون كان جاهزاً بانتظار وصوله.
وظهر تدخل الوسوف في المؤتمر كفرصة لإغلاق البواب على أي تساؤل عن مواضيع سابقة لأنه تعامل مع سؤال تأثر بما حصل، فرد باستهجان (وماذا حصل الأسبوع الماضي؟ أحييت حفلة وأنا معكم) وأعلق الموضوع.
وبالعودة إلى المؤتمر الذي تمحور بمعظمه حول أسباب ابتعاد عاصي عن روتانا وعودته إليها، فجاءت ردوده بمعظمها دبلوماسية دون أن يفسر تفسيراً واضحاً سبب الانفصال، وما هي مغريات العودة. حتى أن عاصي لم يؤكّد إن كان سيقدم أعماله كتوزيع أو إنتاج للشركة. لكنه ألمح بطريقة مباشرة إلى أن حفلاته وإدارة أعماله لن تكون حصرية لروتانا، بل بالاتفاق معها.
في سؤال حول ما ذكره سالم الهندي بأن عاصي سيعود فهمها البعض وكأن الكلمة نوع من التهديد، فسئل حول عودته إلى بيت الطاعة، وهذا ما استفز عاصي ليقول بإن عودته إلى روتانا ليست خوفاً، بل قناعة وهي هذه المرة مثل الزواج، أي أنه أكد أنه هذه المرة لن يترك روتانا.
أما أكثر الأسئلة استفزازاً فكان حين سئل الأستاذ سالم الهندي عن جائزة (وورد ميوزيك أوورد) كوركن قائلاً إن روتانا لم تقدم أرقاماً مقابل منح جائزة (وورد ميوزيك أوورد) لأحد فنانيها ليس لأي شيء، بل منعاً للحرج، مؤكداً أن كل ما قيل بهذا الشأن غير صحيح جملة وتفصيلاً.
وأثناء المؤتمر الذي اخترق من قبل الوسوف كان لا بد من توجيه شكر من الصحافة لليونة تعاطي عاصي الحلاني معها في العديد من المواقف، وكذلك شكر سالم الهندي، وكان الشكر من (الجزيرة) التي طرحت تساؤلاً مطولاً وسؤالاً على الفنان جورج وسوف، بأن وعد الحرّ دين وأنه وعد الصحافة عامة و(فن خاصة) بلقاءات ويتراجع ولا ينفذ وعده، كما يفعل عاصي وسالم ومعظم الفنانين، إلا أن رد الوسوف كان مختصراً بأنه مقل باللقاءات، بل لا يحب أن يجري لقاءات صحافية ولا يحب الاجتماع بها، مؤكداً أن هذا طبعه. فكان رد (الجزيرة) بأن الصحافة ليست ملزمة بأن تحب أو تجتمع به، عندها أكد بأنه سيحاول أن يعمل على لقاء وقد ينفذ وعده يوماً.
وفي ختام المؤتمر الذي كان دبلوماسياً بصيغته العامة وأكد عاصي أن ألبومه سيكون جاهزاً خلال فترة قصيرة ليطرح باكورة العودة في الأسواق.