علَّقت (فاجعة) القريات التي أودت بحياة ثلاثة طلاب - رحمهم الله - وإصابة ستة آخرين من أسرة واحدة ونشرت تفاصيل هذه (المأساة) عدد من صفحنا المحلية مؤخراً.. علقت الجرس لحوادث الطلاب أمام المدارس في كثير من المناطق.
إن وجود أعداد كبيرة من الطلاب وبقائهم بعد انتهاء الدراسة فوق الدراسة ويهيمون في الشوارع المحيطة بالمدرسة هي ظاهرة (سلبية) وموجودة وهي تشكل خطراً كبيراً ومحدقاً يهدد أرواحهم.. ويظل منظر الطلاب (الأبرياء) الضحايا مشهداً لن يُنسى وسيظل عالقاً في الذاكرة وهم يتوسدون الرصيف (مضرجين) بدمائهم التي اختطلت مع كتبهم وكراساتهم المدرسية. كان منظراً مؤثراً ومفزعاً يتفطر له القلب حزناً وتدمع له العين كمداً.. إنه القدر المكتوب.. ولكن لكل شيء سبباً..!
وفي نظري أن ما يحدث لأبنائنا الطلاب من فواجع وحوادث دهس (مؤسفة) في وضح النهار أمام مدارسهم سببه الرئيس إهمال (واضح) وتتحمله المدرسة ومسؤولوها في تركهم.. يخرجون بشكل جماعات خارج أسوار المدرسة ليتخذوا من الأرصفة موقعاً والشوارع مكاناً غير آمن لانتظار ذويهم.. وكأن مسؤولية المعلمين تنتهي بانتهاء حصص الدراسة فقط!! أي يدرسونهم ثم يطلقونهم (ويهملونهم) ليكونوا عرضة للأخطار كما حدث ويحدث لطلاب آخرين!
..وهنا ما عليك إلا أن تشاهد مثل هذه المناظر تعرض فصولها (مباشرة) أمام كل مدرسة أثناء مغادرة الطلاب لمقاعدهم بعد أن يطلق الجرس.. في مسلسل الهروب -عفواً الخروج الجماعي. ولك أن تتصور العشوائية والفوضى العارمة في ذلك..!!
* المعنى على كل مدرسة أن تتحمل مسؤولية (ضبط) وتنظيم عملية خروج طلابها وتتابعهم عن كثب بكل اهتمام وحرص، فهم عرضة للحوادث والأخطار التي تحدق بهم.. والأفضل إبقاؤهم خصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية داخل المدرسة لحين حضور أولياء أمورهم لاستلامهم ليذهبوا بعد ذلك بمعيتهم بكل سلام واطمئنان.
رحم الله الطلاب المتوفين وعجل بشفاء المصابين وعزاؤنا لأسرهم المكلومة.. وجبر مصيبتهم..