Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
التهامي.. ودمي ودموعي وانكساراتي

من الطبيعي أن يأخذ حادث حافلة نادي التهامي كل هذا الزخم من التغطية والمتابعة الإعلامية التي شهدها الإعلام السعودي المرئي والمقروء والمسموع خلال الأيام الماضية، ومن الطبيعي أن يثير ذلك الحدث كل مشاعر الحزن والأسى في كُل منزل من منازل جازان، إذ إن العناية الإلهية هي ما حال دون وقوع كارثة رياضية غير مسبوقة في الوسط الرياضي السعودي فوقوف تلك السيارة الكريسيدة التي كانت تقف في ذلك الموقع لتمنع انزلاق الحافلة من أعلى عقبة ضلاع والتي تقل أكثر من 19 لاعباً من فريق التهامي لكرة القدم أثناء عودتهم من مباراة مع نادي الزيتون بعسير.

وبالعودة إلى أوضاع أندية منطقة جازان بصفه عامة نجد أنه لا يوجد بكافة المنطقة أي منشأة رياضية للأندية، ونادي التهامي بصفة خاصة نجد أنه يفتقر إلى أدنى درجة من الإمكانيات فالنادي لا يوجد له مقر برغم أنه من أوائل أندية المملكة تأسيساً منذ عام 1368هـ وحتى تاريخ هذه المقال لم يمتلك هذا النادي منشأة رياضية تليق بتاريخه العريق، والعجيب في الأمر أن أندية أحدث من نادي التهامي من حيث التأسيس نالت نصيبها من المنشآت الرياضية المتكاملة.

وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل وبصوت مرتفع ومسموع.. ما هي معايير الأولوية في توزيع اعتمادات المنشآت الرياضية لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟!.

فإن كانت معايير الأولوية تخضع لتاريخ التأسيس فنادي التهامي الأقدم من حيث التأسيس وإن كانت معايير الأولوية تخضع لعدد الألعاب بالأندية فنادي التهامي الأكثر من حيث عدد الألعاب وإن كانت المعايير تخضع للكثافة السكانية فهناك مدن حصلت على منشأة رياضية ولا يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة.؟!

ولو تحدثنا عن دعم رجال الأعمال لأندية المنطقة فسوف ندخل في متاهات لا يعلمها إلا من حاول الذهاب لرجال الأعمال ولم يحصل غير على شيك بمبلغ 2000 ريال!!

والحديث عن نادي التهامي يطول بعمر هذا النادي الذي قد أشبعت قضاياه مكاتبات وأطروحات إعلامية، ولعل الحادث المأساوي الذي تعرضت له حافلة نادي التهامي صباح يوم الجمعة ينذر بمزيد من النظرة السوداوية لأندية المنطقة ولنادي التهامي ما لم يكن هناك تدخل سريع وعاجل وبصفة استثنائية من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل لاعتماد منشأة رياضية ودعم مادي استثنائي ربما قد يخفف ذلك من مصاب هذا النادي الجريح منذ أكثر من 60 سنة.

والغريب في الأمر أنه وفي ظل هذا الحدث المأساوي والمصاب الجلل الذي ألمَّ بأبنائنا اللاعبين لم نسمع تصريحاً أو مبادرة من أحد رجال الأعمال بالمنطقة للوقوف مع أُسر المتوفين أو المصابين أو النادي في مصابه؟!

في الختام أدعوكم جميعاً أن ترفعوا أكفكم إلى السماء داعين الله أن يتغمد أرواح المتوفين بالمغفرة والرحمة وأن يلهمنا وذويهم الصبر والسلوان في المصاب الجلل وأن يخفف آلام المصابين في هذا الحادث الذي نخشى أن يكون بداية لفقدان ثقة الأهالي في ذهاب أبنائهم إلى الأندية أو عزوف اللاعبين الحاليين عن المشاركة في المسابقات الرياضية التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب والانخراط في ما لا يحمد عقباه.. هذا والله من وراء القصد.

خالد بن حمود المأربي
أمين عام نادي التهامي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد