Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
نساء وعطور
د. عبدالمحسن محمد الرشود

ذهبت وزوجتي إلى أكبر أسواق الرياض حجماً ومرتادين وبضائع، ذلك المركز المليء بالمحلات والماركات والملابس والعطور والساعات الثمينة والمطاعم والإضاءات الرومانسية والجوالات (الغريبة)، والملابس النسائية. ودون عناء لاحظت أن

حراس هذا المركز العام للتسوق يمنعون دخول الشباب كبارهم وصغارهم السعوديين فقط من الدخول للسوق بينما الوافدون من غير السعوديين.. يدخلون (عادي) وقلت في نفسي لعله خير وأفضل لهؤلاء الشباب ليذهبوا إلى ما يفيدهم من قراءة، ورياضة وقضاء حاجات أهلهم.

وكنا نتسوق، والسوق المليء بالنساء يعج ويعج بالعطور وبكل صيحات الموضة المستجدة من ساعات وإكسسوارات، وفاترينات عارضة للمشترين ولاحظت أن الباعة في كل محلات أكبر مركز تسوق بالرياض وافدون غير سعوديين (بس بصراحة حلوين) ويتحدثون مع بناتنا بارتياح مطلق وبغنج ودلال ودالّة منقطعة النظير.. ناهيك عن الابتسامات وإشراق الثنايا العذاب، والنظرات الحالمة فتيات في روعة الأناقة والإبهار والفتنة لا يمكن وصفهن سوى بالشعر الحداثي المنعتق.. والتي لا يشوبها سوى الجرأة الطاغية، ولفت الأنظار وأنهن يمشين مشية الغنج والدلال في هذا السوق الكبير أمام من يقبع في المحلات التي يبيع فيها عمال وافدون!!

يا للعجب نمنع الشباب السعودي من الدخول لهذه الأسواق ونريح البنات - ولا مشكلة في ذلك - لكننا في الوقت ذاته نمنح أجواء جميلة لاختلائهن بالباعة الوافدين الذين ليس لديهم عوائل أو زوجات.. كم نحن كرماء معهم، نهيئ لهم ما لا يهيأ لغيرهم.. بل إنهم يقفون أمام محلاتهم ينفثون السجائر ويتمتعون بما لا يتمتع به ابن البلد!

ذكروني أحمد شوقي عندما قال:

حرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كل جنس

يمنعون الشباب من دخول المراكز التجارية العامة ويسمحون لهؤلاء الباعة الوافدين، ووالله إن الشر من هؤلاء الباعة ومن تلك الفئة من الفتيات اللاتي يأخذن راحتهن مع البائع الوسيم. وخصوصاً عندما نعلم أنه يبيع حتى المستلزمات النسائية والملابس الداخلية (لحريمنا).

ما الذي يجعلنا نمنع السعوديين من دخول الأسواق ونخلي المكان لبائع وافد يستغل هذه الفرص (المتعوب عليها).

هل عدمنا الغيرة، الشهامة، الرجولة، هل ثقتنا في شبابنا سيئة ومعدومة إلى هذا الحد. ونثق في (الغريب) إذا وظفوا النساء مع النساء ليتعاملن مع النساء وليس مع بائع يقضي معظم وقته في التعطر والتمليح وتصفيف شعره والتغنج في كلامه ومحاولته إغواء الفتيات بالكلام المعسول الذي تعوّد عليه في بلاده.

لقد ذهلت عندما روت لي زوجتي أن كثيراً من هؤلاء الشابات يفضلن البائع اللبناني والسوري على السعودي.. ونحن نهيئ لهن ما يريدن.

لا بد من نظرة جادة لإنهاء هذا الوضع.. الوظائف شاغرة للنساء وهن موجودات ولا بد من حراسة الفضيلة على الجميع وتنفيذها على أرض الواقع، وخصوصاً مع هؤلاء الباعة الذين ثبت عدم جدية معظمهم في التعامل مع المرأة.. وكم رأينا في قضايا الابتزاز الأخيرة من وافدين لبناتنا، وتصويرهن في المحلات وإرغامهن على أمور لا تحمد عقباها.. ومن خلال تفتيش جوالاتهم وجدت أرقام كثيرة وصور مختلفة. وتم القبض عليهم متلبسين بجرمهم وهي حوادث كثيرة طالعتنا بها الصحافة مؤخراً!!

إننا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى وأمام غيرتنا الشرعية على نسائنا وبناتنا.. يجب أن تحل هذه التناقضات في شؤوننا - إن الباعة يختلون بالمتبضعات في محلات كبيرة جداً ليست مثل (دكاكيننا الصغيرة القديمة المكشوفة).. هل هذا يرضي الله ورسوله.. نريد أن نقتنع بما يحدث وكيف يسكت عن هؤلاء وعن أصحاب المحلات الذين لا يهمهم سوى التسويق لبضاعتهم من خلال شاب (وسيم) تأتي إليه النساء جماعات وفرادى لشراء ملابسهن الداخلية وهن يبحثن عن الوظيفة ويتضورن جوعاً وفاقة!!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد