نتحسر كثيراً مما نسمع من مواقف وقصص وسلوكيات خاطئة من موظفين وضعوا في مواقع هم مؤتمنون عليها، بل والغريب الآن حينما يتم الحديث عن موظف كبير يذكر في صفته أنه شخص (نزيه)، وهذا للأسف يعني أن لدينا أشخاصاً (غير نزهاء) في أماكن حساسة وقد استغلوا مناصبهم في أمورهم الخاصة ونسوا تماماً الأمانة الملقاة على عاتقهم.
ولعلّ السبب في ذلك هو أن (الفاسد وغير النزيه) أصبح هو الدارج والمتعارف عليه، وأصبح النزيه هو المستثنى الذي يستحق الإشادة والكتابة عنه ومدحه.
ودائماً نشاهد المدح والثناء لشخص ما كشف عن قضية رشوة تعرض لها، ولعل الحادثة التي تعرض لها قبل فترة الموظف في مكتب وزير الصحة إلى رشوة خير دليل، وكيف أنه قد أقدم على فعل بات غريباً في مجتمعنا لم يفعله غيره وخاصة ممن يتبوؤون مكانه رغم أن ما قام به هو الفعل الطبيعي المفترض الذي لا يحتاج إلى ذكره والتوقف عنده.
فكل ما نخشاه أن لا تبقى النزاهة مجرّد استثناء نشيد بها كلّما وجدناها، بل إنها صارت مهدّدة بالانقراض وتحتاج إلى حماية ورعاية صادقة تكسبها القوّة وتمدّها بالاستمرار أمام الضغوط والإغراءات، حيث تزايد مؤخراً الحديث أن لا مستحيل في أي شيء يريده الشخص، فلكل شيء ثمن ولكي تحصل على ما تريد عليك أن تدفع لمن هو جاهز لخدمتك والأمثلة كثيرة وليس المجال هنا لذكرها.. فهل نبدأ بسماع إشهار بالمفسدين وفضحهم ومعاقبتهم ومحاكمتهم كما نسمع عن من رفض التعامل معهم، نتمنى ذلك.
Fax2325320@ yahoo.com