حاوره - علي العبدالله
قبل أن أبدأ الحديث معه في هذا الحوار الصحافي بدأ المخرج خالد الطخيم منفعلاً إلى حد ما وهو يتحدث عن عدم تفاعل الصحافة الفنية المحلية مع مسلسل (غلطة نوف) الذي عرض في شهر رمضان الماضي وحقق نسبة مشاهدة عالية وتفوق على العديد من الأعمال الأخرى -على حد قوله-.
واستغرب الطخيم التركيز من قبل بعض الصحافيين على أعمال معينة في وقت الذروة بالرغم من أنها لم تقدم وجبة فنية متكاملة للمشاهد نصاً وإخراجاً وأداءً، وأكد أنه اعتمد على تقنية حديثه وعاليه على جميع المستويات (إضاءةً، وإنتاجاً، وتصويراً).
فتعالوا لنعرف أعزاءنا القراء ماذا قال الطخيم في هذا الحوار الذي بدأه منفعلاً:
* اتهمت الصحافة بالتقصير، مع العلم أنها اهتمت بالعمل أثناء وقبل تصويره، فماذا كنت تريد من الصحافة بالضبط؟
- أنا أقصد أثناء عرضه، فكنت أريد منكم متابعة العمل ونقده وتقديم إيجابياته وسلبياته، ونحن لدينا نقاد فنيين ولكن نفتقد في أحيان كثيرة تفاعلهم مع الأعمال الدرامية.
ويضيف: مهمة الصحافة الفنية متابعة الأعمال الدرامية جميعها فلا يصح التركيز على أعمال معينة في وقت الذروة وإغفال أعمال أخرى. وتفاجأت بأن بعض الصحافيين الفنيين لا يعرف شيئاً عن العمل ولا أين ولا متى يعرض، فهل هذا الكلام معقول؟.
* اتهمت الصحافة الفنية بالتقصير، بينما تغاضيت عن توقيت عرض العمل الذي لم يكن مناسباً ولا يعرض بتوقيت ثابت؟
- توقيت العمل أنا راضٍ عنه تماماً، ولا يمكن أن ألوم التلفزيون، فقد توقف العرض يومين أحدهما بسبب اليوم الوطني.
* ولماذا لم يتم عرضه بوقت الذروة؟
- كما هو معروف إن الأعمال التي تعرض بوقت الذروة غالباً ما تكون كوميدية وهذه إستراتيجية جميع القنوات.
* مسلسل (حارتنا حلوة) للمخرج عبدالخالق الغانم اجتماعي وتم تقديمه في وقت الذروة؟
- نعم صحيح ولكن هناك صبغة كوميدية في العمل وذلك من خلال بعض الشخصيات، بينما غلطة نوف كان اجتماعي تراجيدي.
(أصداء نجاح المسلسل)
* كيف وجدت ردود فعل المشاهدين عن العمل؟
- مسلسل غلطة نوف حقق نسبة مشاهدة عالية، وفي استفتاء من قبل أحد الشركات الكبرى حقق المسلسل المركز الرابع من حيث نسبة المشاهدة وذلك من أصل (64) عملاً شاركوا بهذا الاستفتاء في حين كانت المراكز الثلاثة الأولى على الترتيب: باب الحارة، شر النفوس، عيال قرية.
وقد تلقيت اتصالات عديدة من قبل مسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام يباركون لي نجاح العمل وشهدوا بتميزه وتفوقه على أعمال أخرى.
بالإضافة إلى اتصالات الجمهور وحضورهم لموقع المؤسسة للتعبير عن إعجابهم بالعمل، لذلك أنا راض تماماً عن العمل.
* ظهر المسلسل مختلف عن أعمالك السابقة وخصوصاً في جرأة الطرح، فهل أردت أن تساير الجرأة في بعض الأعمال الخليجية الأخرى وذلك لجذب انتباه المشاهد؟
- جرأة العمل لم تكن كما ذكرت لجذب الانتباه، ولم تكن جرأه وقحة كما هو الحال في بعض الأعمال، بل كانت جرأة مؤدبة وفيها مراعاة لمشاعر الجمهور، وكانت مطلباً درامياً لموضوع وقضية اجتماعية ولها مبرراتها.
* ألا تعتقد أنك تجاوزت الخطوط الحمراء بتقديم مشهد محاولة انتحار وهذا يتناقض مع الدين والثوابت لدينا؟
- لم أقدم محاولة الانتحار لترسيخها كسلوك صحيح وقدمتها بطريقة أثبتت من خلالها أنها تتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فنوف كانت تعاني من ضغوط نفسية هذه الضغوط كونت لديها دوافع داخلية أدت لمحاولتها للتخلص من الحياة ولم تفكر حينها بالاعتبارات الدينية والاجتماعية.
* هل واجهت مشاكل مع لجنة الرقابة في التلفزيون بسبب بعض المشاهد الجريئة بالعمل؟
- لا، وبكل أمانة هامش الحرية لدينا الآن أصبح محسوس وملموس، وهو بالمناسبة أفضل من هامش الحرية الموجود في دول خليجية أخرى.
والرقابة لدينا متفهمة للتطور الاجتماعي والتغيرات التي طرأت على المجتمع لذلك لم أوجه أي مشاكل أو معوقات بل بالعكس وجدت الدعم المادي والمعنوي.
* قمت بالتعديل في النص الدرامي كثيراً، فهل خففت من جرأة بعض الحوارات التي كتبتها الكاتبة الصاعدة لمياء الزيادي؟
- كما تعرف أن كتابة النص كانت بتوجيهاتي ومتابعتي أولاً بأول، ولمياء كاتبة مجتهدة ومثابرة وتستمع جيداً للتوجيهات، وهذا ماساهم في نجاح العمل ووصوله للمتلقي بالشكل المطلوب.
* عفواً.. لكنك لم تجب على السؤال، هل عدلت في النص أم لا؟
- لا.. ولكن النص كتب تحت إشرافي ومتابعتي.
* وهل نجاح غلطة نوف سيؤدي إلى تعاون آخر مع الكاتبة؟
- نعم هناك تعاون درامي آخر ولكن لا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيله الآن لأن الرؤيا لم تتضح حوله بعد.
* حسناً ما سر تفوق مسلسل غلطة نوف على أعمالك السابقة؟
- حقيقة جميع العناصر كانت مكتملة في هذا العمل، سواء في التمثيل أو الكتابة أو الإخراج وحتى الموسيقى التصويرية، كما أنني حاولت جاهداً أن أتلافى الأخطاء السابقة، وتضافرت جهود الجميع لإبراز هذا العمل.
(فريق العمل)
* لماذا وقع اختيارك علة الممثلة ميساء المغربي كشخصية رئيسية مع العلم أنها وجه مستهلك؟
- ميساء ممثلة رائعة جداً في فهمها للنص والشخصية وتمكنها من العناصر الرئيسية وحرصها على الدور ومتعلقاته، وهي ملتزمة جداً في مواعيد التصوير وعملية جداً. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأنا عندما أبحث عن شخصية رئيسية يهمني بالدرجة الأولى تمكنها من أداء الدور وتوصيله بشكل جيد للمشاهد، ولا يهمني كثرة حضورها في أعمال أخرى وكأنها وجه مستهلك كما ذكرت.
* حسناً، لم تتفاعل الفنانة مريم الغامدي مع بعض المشاهد التي تتطلب ردود فعل قوية وساخنة وظهرت في أحيان كثيرة باردة جداً؟
- لا أتفق معك فيما ذكرت، فمريم لديها 380 مشهداً أدتها بطريقة ممتازة ومقنعة جداً، وإن كان قل عطاؤها في بعض المشاهد هذا لا يقلل منها ولا من دورها لأنه ليس من المعقول أن يستمر الفنان بنفس العطاء طيلة فترة التصوير التي تستمر بالأشهر، وهذا لا يؤثر على فنانة قديرة وكبيرة بحجمها.
* كانت هناك مبالغة وتهويل في بعض الأحداث المفجعة بالعمل، فلماذا قدمتها بهذه الطريقة؟
- قدمتها بهذه الطريقة لتصل للمشاهد وهذه المبالغة مطلوبة في الدراما التراجيدية أحياناً للتوضيح وتوصيل الرسالة، كما هو الحال في فن الكاريكاتير.
(سعودة العنصر النسائي)
* تحدثت الفنانة أمل حسين عن تهميش متعمد تتعرض له الفنانات السعوديات من قبل المخرجين والمنتجين السعوديين وفي المقابل هناك اهتمام على حد قولها بفنانات خليجيات ويتقاضين أجراً أعلى منهن؟
- في أعمال سابقه ومنها أوراق سجينة قدمت 3 ممثلات سعوديات ولم أفرق في التعامل معهن ومع الخليجيات الأخريات، ولكن كما ذكرت لك أحياناً بعض الأدوار تتطلب فنانة معينة بصرف النظر عن الجنسية، وأنا بطبعي كمخرج ومنتج أدعم وأشجع الفنانة السعودية.
* في حوار مع الفنان عبدالله السدحان ل(الجزيرة) ذكر فيه أنه لم يشاهد مسلسل غلطة نوف؟
- قد يكون بسبب انشغاله وعدم توافق وقت العرض معه.
* ولماذا لم تتوقع أنه لم يشاهد العمل نظراً لعدم اهتمامه فيك كمخرج؟
- لا بالعكس عبدالله صديق وزميل ومن المستحيل أن يفكر بهذه الطريقة.
* حسناً، ما رأيك في مسلسل عيال قرية؟
- سأختصر رأيي بهذه العبارة، السدحان والقصبي لديهما أفضل من ما قدما في عيال قرية.
* ماذا عن مسلسل بيني وبينك؟
- فيه مجموعة جيدة ومجتهدة ولكنهم يعتمدون على الكوميديا اللفظية وابتعدوا كثيراً عن كوميديا الموقف.
* سيشارك مسلسل غلطة نوف في مهرجان الإذاعة والتلفزيون القادم، ما توقعاتك لهذه المشاركة؟
- أولاً أشكر التلفزيون السعودي لاختيار هذا العمل للمشاركة في مهرجان مهم جداً كمهرجان القاهرة، وأتمنى أن تكون المشاركة إيجابية ونحقق من خلالها جائزة، وإن لم تتحقق فالمهم أننا وصلنا جودة الأعمال الدرامية السعودية للجنة التحكيم والقائمين على المهرجان.
* هل تحب أن تضيف كلاماً آخر في هذا الحوار؟
- نعم، أريد الإشارة إلى ثلاث عناصر رئيسية موجودة لدينا في الساحة الفنية المحلية ونشكر الله عليها، وهي على النحو التالي:
1- مشاهد سعودي متابع جيد وبدقة للأعمال الفنية.
2- دعم مادي ومعنوي لا محدود من قبل المسؤولين والجهات المعنية.
3- صحافة فنية متابعة للدراما بشكل جيد.