الرياض - نواف الفقير
انجلى أخيرا أمام المجتمع الأمريكي والعالمي من سيرأس الولايات المتحدة فباراك أوباما المرشح الديمقراطي يعد في نظر البعض منقذ الاقتصاد الأمريكي والعالمي لكن البعض الآخر يصر أن الأزمة اكبر من أن تحل بمجرد وصول رجل إلى سدة البيت الأبيض، ومن هنا ما يزال الخبراء الاقتصاديون يترقبون مصير هذه الأزمة التي ضربت هيكلية المؤسسات المالية العالمية فالنظام المالي كان دائما المشارك في حل الأزمات لكنه اليوم مصدر الأزمة ومنشأ الخلل.
(الجزيرة) استطلعت آراء بعض الاقتصاديين المحليين حول التأثيرات المرتقبة لتعيين الرئيس الجديد على الاقتصاد العالمي.
بداية أشار الدكتور محمد فهد القحطاني أستاذ الدراسات الاقتصادية بالمعهد الدبلوماسي أن الانتخاب الجديد للرئيس الأمريكي سيكون له أثر ايجابي خاصة بأن أهم الملفات التي ستكون أمامه هي الملف الاقتصادي مع انهيار النظام العقاري وأيضا مشاكل البطالة التي ظهرت في المجتمع الأمريكي بشكل قاس.
ويضيف القحطاني بأن الاقتصاد العالمي سيخرج من النفق المظلم الذي يعيشه حاليا إذا تمكنت الإدارة الأمريكية الجديدة من إدارة الملفات الاقتصادية التي تواجهها بشكل صحيح كما أن نجاح معالجة القضايا داخليا سيسفر عن انتشال الاقتصاد العالمي وتقصير فترة الركود كما سيعيد الثبات والاستقرار لعدد من الاقتصادات الهامة في العالم.
من جهته أشار الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة إلى أن المجتمع الأمريكي سئم حكم الجمهوريين وما أسفر عنه حكمهم من الخروج بعجز عام في الميزانية الأمريكية بلغت 10 تريليونات دولار وأضاف: عادة ما تشهد فترات الديمقراطيين انتعاشا اقتصاديا حيث يفضلون الإنفاق على الاقتصاد المحلي ويتبعون سياسات مغايرة لنظرائهم من الجمهوريين مثل إعفاء الطبقات الضعيفة من الضرائب. ويتفق بن جمعة إلى أن النهوض الداخلي بالاقتصاد المحلي للولايات المتحدة سيحد ويقضي على الاختناقات الاقتصادية التي تشهدها عدد من اقتصاديات الدول.
من ناحيته أوضح الاقتصادي فضل البوعينين إلى أن الحزب الديمقراطي عرف عنه العناية بالاقتصاد وقدرته على التحفيز الاقتصادي وتحقيق معدلات نمو بعكس الحزب الجمهوري الذي يهمش الاقتصاد لحساب قضايا سياسية واقتصادية تؤثر على مسار الاقتصاد. ويضيف البوعينين أن فوز أوباما قد يكون جاء في وقته مع الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي الأمريكي الأمر الذي يعد عاملا مساعدا ومهما للخروج من هذه الأزمة.
ويشير فضل البوعينين عن وجود علاقة ايجابية بين الأسواق المالية وبين فوز الديمقراطيين بالرئاسة الأمريكية لذلك لن يكون غريبا تحسن أداء البورصات العالمية على المدى المتوسط مع فوز المرشح الديمقراطي. وينوه إلى أن فوز المرشح الديمقراطي سبب للتفاؤل بالاستقرار العالمي عطفا على أجندته الانتخابية والنمو الاقتصادي هو في حاجة إلى الاستقرار والثقة وهو ما يجعلنا نتفاءل بإمكانية حدوث مثل هذه النتائج مستقبلا. الجدير بالذكر أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما حقق انتصارا تاريخيا على منافسه الجمهوري جون ماكين ليصبح وهو في السابعة والأربعين من عمره أول أمريكي أسود ينتخب رئيساً للولايات المتحدة.