الرياض - «الجزيرة»
(اشتر وإلا توكل) بهذه العبارة المختصرة طرق المواطن سعد العبدالله باب الجزيرة ليرفع شكواه إلى من يهمه الأمر، يقول توقفت عند أحد الشوارع المهمة بمدينة الرياض وإذا بعدد كبير من البائعين للخضار والفاكة يصطفون على جانب الطريق ويضيقون مساره، حين اقتربت من أحدهم وسألته: (هل لديكم ترخيص بعرض بضاعتكم هنا)، أجاب: (اشتر وإلا توكل) من أجابني هذه الإجابة يقول سعد العبدالله شاب من جنسية عربية يبدو انه لا يلقي باله للأنظمة!
رواية سعد لا تحتاج إلى عيني فاحص فبعض الشوارع تحولت إلى سوق بالمعنى العملي للكلمة سوق ثابت يلجأ إليه المشترون ويعرفون أصحابه بعيونهم!
يقول سعد العبدالله: أضحت بعض السيارات في شوارع العاصمة (فترينات) تستعرض فيها الأغذية والخضار والفاكهة والاشكال أن أبسط بدهيات التعاطي مع الأغذية تستلزم معرفتنا بمصادرها لضمان سلامة المواطن والمقيم، وهو الأمر الذي يستحيل تيقنه مع الباعة المتجولين، ويضيف سعد: الأدهى والأمر أن عددا من هؤلاء الباعة ليسوا مواطنين ولا حرج في ذلك لكني أطرح تساؤلا عبر الجزيرة: هل هناك فيزة تمنح لوافد ليكون بائعا متجولا؟
ظاهرة الباعة المتجولين تشهد تعاطفا من بعض المواطنين والمقيمين باعتبارها وسيلة لكسب العيش الحلال لكن المخاطر التي تنتجها مثل هذه الممارسة تجعل الأمر يتجاوز العاطفة إلى الاحتكام للعقل، بعض الدارسين لهذه الظاهرة يرون أن الأسواق الشعبية المكشوفة ذات الرسوم المنخفضة تمثل حلا ناجعا لمواجهة هذه الظاهرة وكذلك نموذجا لظاهرة شعبية ومتنفسا عن الأسواق التجارية الضخمة التي يحاصرها الأسمنت.. لسان حال الكثيرين: أي ما كان الحل لابد من وجوده عاجلاً!