Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
الرؤى والمنامات
وقفة مع المعاجم والقواميس
عايض بن محمد العصيمي

العجيب أحبتي الكرام أن أغلب الكتب مبيعاً وانتشاراً في العالم بعد كتب السحر كتب الطبخ وكتب الأحلام القواميس والمعاجم ككتاب تفسير الأحلام لابن سيرين الذي تحدثنا عنه الأسبوع الماضي وككتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام لعبدالغني النابلسي وكتاب: الإشارات في علم العبارات لابن شاهين وكتاب تعبير الرؤيا لابن قتيبة وعد ما شئت من القواميس الأخرى ناهيك عن الجديد والحديث منها الذي جمع ما استجد في عصرنا هذا كدليل الحيران في تفسير المنام لمحمد قطب وكتاب قاموس تفسير الأحلام لخالد العنبري إلى غير ذلك من المعاجم والقواميس في هذا.

وبعضها فيها من الأخطاء العقدية والجهل ما الله به عليم، ومؤلفوها غير أمناء وصالحين، فهذه الكتب لا يستفيد منها الرائي للرؤيا شيئا وذلك لعدة أسباب واضحة منها:

أولاً: أن الرؤيا كما سبق معنا تختلف باختلاف الأشخاص والألفاظ والزمان والمكان.

ثانياً: أن الرؤى والمنامات كالطعام لا يتقيد بزمان وكذلك المنامات، فطعامنا الآن يختلف عن طعام مائة سنة ماضية.

ثالثاً: قال ابن شاهين في كتابه: (الإشارات ص: 605): (ولو اعتمد المعبرون على ما ضبطوا في الكتب خاصة لعجزوا عن أشياء كثيرة لم تذكر في الكتاب).

رابعاً: انه بمجرد البحث فيها والنظر عما رأى يحصل الشخص منا على التعبير وهذا خطأ واضح. فلو قدر انه رأى ناراً مثلاً فإنه سيذهب لحرف النون حتى يصل إلى النار فسيجد عندها تعبيرات كثيرة إن كانت شرا فسيختار أقلهم له ضرراً. ولو شاهد شيئا طيبا كالتفاحة مثلا فإنه سيذهب لحرف التاء حتى يصل لبغيته، وسيجد تفسيرات عدة طيبة مثلا فماذا يختار؟ إنه حتما سيحتار! وسيأخذ أفضلهم تفسيراً وهذا خطأ بين واضح جلي.

خامساً: هذه الكتب المعاجم والقواميس مفيدة للمعبر فقط حيث تفتح له مدارك أوسع في التعبير يستفيد منها فقط أما الرائي أو العامي فلا يستفيد منها.

قال الشيخ حمود التويجري- رحمه الله- في كتابه الرؤيا (ص: 169-171): (وقد ألف في تعبير الأحلام عدة مؤلفات منها ما ينسب إلى ابن سيرين ومنها ما ينسب إلى غيره ولا خير في الاشتغال بها وكثرة النظر فيها لأن ذلك يشوش الفكر وربما حصل منه القلق والتنغيص في رؤية المنامات المكروهة، وقد يدعو بعض من لا علم لهم إلى تعبير الأحلام على وفق ما يجدونه في تلك الكتب ويكون تعبيرهم لها بخلاف تأويلها المطلق لها في الحقيقة فيكونون بذلك من المتخرصين القائلين بغير علم، ولو كان كل ما قيل في تلك الكتب من التعبير صحيحاً ومطابقاً لكل ما ذكروه من أنواع الرؤيا لكان المعبرون للرؤيا كثيرين جدا في كل عصر ومصر..). انتهى كلامه رحمه الله.

أخيراً: لا ينصح باقتناء هذه المعاجم والقواميس لرؤى والمنامات فهي تزيد المسلم هما على همه وغما على غمه وقلقا وحيرة وتخبطا بل له أن يسأل أهل التعبير الثقات المعتبرين زادنا الله وإياكم فقها وتقوى وعلما وبصيرة ونورا.

***

وقفة: (عبر ولا تخف):

قال محمد بن سيرين: رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا أنا بمشايخ ثلاثة وشاب حسن الوجه إلى جانبهم، فقلت للشاب: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا يوسف. قلت: فهؤلاء المشيخة؟ قال: آبائي إبراهيم واسحاق ويعقوب. فقلت علمني مما علمك الله. ففتح فاه وقال: انظر ماذا ترى؟ فقلت: أرى لسانك. ثم فتح فاه فقال: انظر ماذا ترى؟ قلت: أرى قلبك. فقال عبر ولا تخف. فأصبحت وما قصت علي رؤيا إلا وكأني أنظر إليها بيدي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد