تونس - فرح التومي
اختتمت ظهر أمس الثلاثاء بالعاصمة التونسية أعمال الندوة الدولية العشرين للتجمع الدستوري الديمقراطي التي كانت افتتحت أول أمس الاثنين بخطاب للرئيس زين العابدين بن علي أكد من خلاله أن المشاركة السياسية في عالم اليوم تعد من المواضيع الأساسية في حياة المجتمعات لما لها من ارتباط وثيق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وبالتنمية بمفهومها الشامل.
وأعرب عن يقينه أن نجاح المشاريع السياسية لا يكون إلا بمشاركة الجميع ولفائدة الجميع على أساس احترام المرجعيات الوطنية والمصالح العليا للبلدان.
وأكد رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي أن للأحزاب السياسية دوراً جوهرياً في هذا المجال سواء تعلق الأمر بتجديد طرق عملها وتنويع برامجها وتطوير خطابها أو بتوسيع مجال إشعاعها وتأثيرها حتى تستقطب أكبر قدر ممكن من مكونات المجتمع وشرائحه وفئاته فتجنبهم السقوط في الهامشية والانكماش أو الوقوع في مزالق التطرف والإرهاب.
وكان السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع ألقى كلمة افتتاحية رحب من خلالها بضيوف تونس الذين يشاركون الشعب التونسي احتفالاته بالذكرى الحادية والعشرين للتحول ويحضرون الندوة التي شارك فيها 130 ضيفاً عربياً وأجنبياً يمثلون 46 دولة إلى جانب 60 حزباً فضلاً عن عدد كبير من المنظمات والجمعيات والشخصيات العربية والأجنبية.
من جهته أشار السيد خوزي ماريا أزنار في مداخلته إلى أن الحضارة الإنسانية واحدة ترتكز على قيم مشتركة لكنها تتجسم في أشكال عديدة تختلف من مجتمع إلى آخر مضيفاً أن إرساء مشاركة سياسية فاعلة بين مختلف الأنظمة والدول والثقافات يقتضي بالأساس الإيمان بضرورة تكريس القيم الإنسانية المشتركة الداعية إلى الديمقراطية والتعددية والحوار والتضامن والعدالة والانفتاح مهما كانت أصول الأفراد وانتماءاتهم الفكرية والسياسية والدينية.
وكان عدد من الشخصيات المشاركة في ندوة (المشاركة السياسية في عالم متغير، قد تداولوا على أخذ الكلمة ومنهم السادة ماسيمو داليما رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق وعصمان تانور ديانغ السكرتير الأول للحزب الاشتراكي السينغالي ود. أحمد حمروش رئيس اللجنة المصرية للتضامن).
وفي كلمته للندوة، أوضح السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أن الأدوات المطلوبة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط موجودة وهي القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة بدءاً من أسلو وحتى توصيات لقاء أنابوليس عبر خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام تشكل في حد ذاتها تطوراً تاريخياً وتوفر فرصة فريدة لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن إطار عربي إسرائيلي شامل.
وقال عباس: (نحن نعتقد أن السلام ممكن ونعلم أيضاً أن التكوين التاريخي الذي يجعل السلام ممكناً يمكن أن يختفي وأن الوقت آخذ في النفاذ).