القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسين
شهد مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر الذي يختتم أعماله اليوم تغييرات في المشهد العام، حيث وضح للمراقبين عودة الحرس القديم إلى صدارة المشهد بعد سيطرة دامت ثلاث سنوات للحرس الجديد المرتبط بجمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب، ولا يعني تراجع الحرس الجديد تراجع لمبارك الابن بالتبعية لكن هو تراجع للحرس الجديد الذي فشل حسب رؤية الكثيرين في المعارضة والأغلبية في إدارة شؤون الحزب.
وقد بدا واضحاً هيمنة الحرس القديم، حيث تصدر صفوت الشريف الأمين العام والدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والدكتورعلي الدين هلال أمين الإعلام، فيما تراجعت أسهم المهندس أحمد عز أمين التنظيم ومحمد كمال أمين التثقيف.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر عودة قوية لكمال الشاذلي النائب المخضرم، والذي يرى البعض أن إبعاده عن الصورة كلف الحزب الكثير، وأن الوضع الحالي للحزب وما يدور بداخله من صراعات بين القوى المتنافسة يحتاج لشخصية مثله لضبط الأمور.
وقد شهد اليومان الأولان للمؤتمر تراشقاً حاداً بين الحزب الحاكم والمعارضة، ففي حين وجّه قيادات الحزب الحاكم انتقادات حادة صوب المعارضة في افتتاح المؤتمر، حيث طالب الأمين العام للحزب صفوت الشريف المعارضة بإعلان قيم الديمقراطية ووضع نهاية للعبث السياسي والمزايدة بقيم الحرية والتجاوز باسم الديمقراطية، كما شن أحمد عز أمين التنظيم هجوماً آخر استهدف المعارضة خاصة جماعة الإخوان المسلمين فيما اتهمت المعارضة الحزب بالاهتمام بمصالح حلفاء أثرياء له على حساب الأغلبية الفقيرة من المصريين وغض الطرف عن الفساد.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد ألقى كلمة مساء اليوم الأول للمؤتمر أكد فيها أن مواصلة النمو الاقتصادي وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، هما الاولوية الرئيسية للحزب الوطني والحكومة، وهما التحدي الأكبر في المرحلتين الحالية والمقبلة معرباً عن ثقته في قدرة الحزب والحكومة على التعامل مع هذه الاولوية وهذا التحدي.