دمشق - (ا. ف. ب)
أبدى النجم الإيطالي فرانكو نيرو سعادته بتكريمه في مهرجان دمشق السينمائي الذي يفتتح مساء السبت، معتبراً أن هذا التكريم يعني أنه ترك أثراً في عالم السينما الذي يعمل فيه منذ أكثر من أربعين عاماً، مثل خلالها حوالي 170 فيلماً.
وفي مؤتمر صحافي عقده في دمشق ظهر السبت قال نيرو إنه صور أفلاماً في العديد من البلدان العربية، مثل مصر وتونس، واضطر إلى قول بعض الجمل العربية خلال أدائه بعض الأدوار، مؤكداً أن (ذلك كان صعباً جداً، وأعتقد أنني لم أفعله كما يجب لكنني كنت مضطراً).
وهي المرة الأولى التي يزور فيها فرانكو نيرو سوريا، حيث سيكرّم في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر، رغم أنه شارك في فيلم بعنوان (كنز دمشق) إلا أن تصويره تم في تونس.
وعبر نيرو عن رفضه لكافة أشكال التطرف والتعصب عندما سُئل عن النصيحة التي يقدّمها للعرب وكيف يقدمون قضاياهم في الإعلام، وقال إن هذا التطرف هو (ظاهرة منتشرة في كل أنحاء العالم وليست محصورة بالبلدان العربية)، مشيراً إلى أن أعز صديق له هو طبيب فلسطيني من الناصرة ويقيم في تشيلي.
ويعرض مهرجان دمشق السينمائي أحدث أفلام فرانكو نيرو، وهو فيلم من إنتاجه واخراجه وبطولته بعنوان (بلوز إلى الأبد).
وأوضح نيرو أنه أراد من الفيلم أن يقدم بعضاً من تجربته الحياتية، إذ سبق له أن عمل فترة طويلة في بلدته الإيطالية (تيبولي) في دار للأطفال الأيتام وضحايا العنف العائلي، والفيلم يدور حول طفل من هذه الدار وعازف ترومبيت، وقال نيرو إنه أراد أن يقول من خلاله أن (الموسيقى يمكنها أن تشفي وأن تفعل الكثير).
وأشار الممثل الإيطالي إلى أنه تفاجأ منذ عامين، عندما كان يصور فيلماً في الأردن وتعرض لوعكة صحية، بأن الطبيب الذي عالجه كان بالمصادفة أحد الأطفال الذين رعاهم في دار الأيتام، وقد عاد إلى بلده الأردن وصار طبيباً. وقال (كنت سعيداً جداً برؤيته، وقضيت أوقات طويلة معه ومع عائلته).
واعتبر نيرو أنه رغم تمثيله في أفلام أخرجها أهم المخرجين من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، إلا أن أهم مخرج عمل تحت إدراته هو المخرج الإسباني (لويس بونويل)، واصفاً إياه بأنه مخرج (عبقري، ويعرف بالضبط ما يريده، وكان يقول إن الفيلم عندما تتجاوز مدته الساعة والنصف سيغدو مملاً للجمهور).
وتابع (لم يدخل بونويل الموسيقى أبداً إلى أفلامه كعنصر مصاحب لها، كان يكتفي بالأصوات الموجودة في البيئة الطبيعية للفيلم، كان يترك صوت الكلب وجرس الكنيسة مثلما يترك صوت بيانو يأتي من الشرفة). وشارك نيرو في فيلم (تريستانا) الذي أخرجه بونويل سنة 1976م.
وكان لذلك أثر كبير على حياته، إذ كان الفيلم مناسبة للقاء الممثلة البريطانية فانيسا رودغريف التي أصبحت شريكة حياته. كما مثل نيرو في فيلم (القرد) الذي كتبه بونويل.
ومن الأفلام التي برز فيها نيرو فيلم (21 ساعة في ميونخ)، الذي عاد المخرج ستيفن سبيلبرغ بعد ثلاثين عاما لتصوير فيلم عن نفس الموضوع بعنوان (ميونخ)، وعلق الممثل الإيطالي بأن الفرق بين الاثنين هو أن (الفيلم الذي مثلت فيه كان يتحدث عن الواقع بموضوعية أكثر، فيما ركز فيلم سبيلبرغ على الحالة النفسية للأشخاص الذين نفذوا عملية ميونيخ).
وفرانكو نيرو، واسمه الحقيقي فرانشسكو سبارانيرو، ولد في إيطاليا عام 1941م ودرس في البداية الاقتصاد قبل أن ينتقل لدراسة المسرح في مسرح ميلانو الصغير.
أول دور رئيسي لعبه في فيلم (جانغو) سنة 1966م للمخرج سيرجيو كوربوتشي، الذي ساهم في ظهوره في ثمانية أفلام في تلك السنة، منها أداؤه دور هابيل في فيلم (الكتاب المقدس في البداية).
ومن أفلامه (عشرة أيام هزت العالم) و(اعترافات رجل بوليس أمام المفتش العام)، ومن تجاربه الحديثة مشاركته مع المخرج المجري غابر كولتاي في فيلميه (الانتصار) 1996م و(التاج المقدس) عام 2001م.