شهدت المملكة مخاض وولادة شركة عملاقة وقوية.. فرضت نفسها على الجميع وجعلت الكل يتساءل، من هي؟ وماذا تريد؟ وهل ستضيف شيئا؟
كانت لهذه الشركة انطلاقة قوية، واحترافية عالية في جذب الانتباه لها، كانت ومازالت وعلى ما أعتقد ستبقى مثار جدل وحديث الناس، وسبب اجتهاد مضاعف وتفكير مستمر لمنافسيها في محاولة منهم لتصحيح معادلة التنافس والفوز بتذاكر لدخول هذا السباق الحامي.
لقد حولت هذه الشركة مدينتنا الاسمنتية - الرياض - إلى ساحة ضخمة لاستعراض القدرة على اقتحام صمت المدينة وخصوصيتها وجعلها معرضا لفنون التسويق وجذب المستهلك بطريقة جميلة وذكية.
إنها شركة زين للاتصالات التي لها أحلام وطموحات وأيد وعقول بارعة في رسم وخلق الدهشة والترقب في نفوس الناس.
شركة زين التي بدأت رحلتها في الكويت ها هي اليوم الشركة الضخمة في مجال خدمات الاتصالات المتنقلة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي من حصل مؤخرا على جائزة (أفضل إبداع في قطاع الشبكات اللا سلكية) وهي جائزة تمنحها مجلة (غلوبل تلكومز بيزنس) البريطانية وذلك تقديرا لها لإطلاقها مشروع خدمات الشبكة الواحدة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والتي تعد أول شبكة اتصالات عابرة للحدود الجغرافية على مستوى العالم دون فرض رسوم التجوال الدولية وهي التي تعمل على ان تكون إحدى شركات الاتصالات العشر الأولى الرائدة في العالم بحلول عام 2011
زين أثبتت حضورها وغرست اسمها في السوق السعودية وكونت لها جمهوراً من المترقبين.. منهم ما يطلق عليهم أصدقاء التغيير ومنهم من لديه تحفظات على شركات اتصالات أخرى، ومنهم أيضا من وقعوا في مصيدة الإشاعات التي تطال كل دخيل على السوق.
الجميل في الأمر أن تتنافس الشركات في ما بينها بطريقة قوية وعنيفة لكنها مثيرة وشريفة، فتتسابق على نشر الاعلانات وتقديم العروض والمحاولة الحقيقية إلى الوصول إلى الأفكار الخلاقة الجذابة التي تثير اهتمام العميل وتستثير أبعاده الإنسانية..
الإعلانات والدعايات اليوم تملأ اللافتات في الشوارع والمحطات التلفزيونية وعبر الأثير في كل مكان هناك شعار وفكرة وحكاية تحد وفن.
لقد أصبح للمواطن حق الاختيار وإن كان صعبا مع اتساع دائرة الخيارات، كما أن هذه المنافسة انتزعت من كل شخص يتابع المشهد رأياً في ما يحدث.
من الممكن ان تستوقف أي عابر لتكتشف أنه يملك الاستعداد ليحاورك عدة دقائق حول شركات الاتصالات وأيهما أفضل، بغض النظر عن صحة كلامه أو خطئه أو عن سطحية هذا الرأي أو عمقه.
وجود مثل تلك الخيارات تثير في داخل الإنسان نزعة الفضول للبحث والتقصي للوصول إلى القرار الأفضل الذي يشبع نهم الباحث وينمي استقلاليته بشكل أو بآخر.
هذه هي المنافسة التي تخدم وتفيد وتسعد المستهلك، إنها منافسة موجودة في كل دول العالم فلقد شهد الجزء الغربي من الكرة الأرضية طرقا غريبة وعجيبة وتستدعي التأمل في التسويق فهم يؤمنون أن المخترعات العظيمة يتم اختراعها في المعمل والمنتجات العظيمة يتم اكتشافها في إدارة التسويق.
إن من أهم الشركات العالمية التي نجحت في التسويق لمنتجاتها والتي تعد مضربا للمثل في براعة وخفة دعاياتها هي شركة كوكاكولا التي تحمل لها شعارا جديدا كل فترة، فمن شعاراتها المميزة التي بقيت في ذاكرة السوق والعملاء مدة طويلة شعار (كوكاكولا المشروب الوطني العظيم، ستة ملايين يوميا، الشيء الوحيد الذي يشبه كوكاكولا هو كوكاكولا نفسها إنها الشيء الحقيقي، والعطش لا يفرق بين الفصول) وغيرها من الشعارات الرائعة.
في العالم الغربي هناك أفكار مجنونة هدفها التسويق فمنهم من ركب الهليكوبتر وأخذ يلقي النقود من على متنها للتسويق لكتابه الجديد! والبريطاني ريتشارد برنسون صاحب متاجر فيرجن حلق بالمنطاد الذي يحمل شعار إحدى شركاته وكاد أن يدفع حياته عدة مرات ثمناً لتلك الحملات، وآخرون استخدموا نجوم الفن والسياسة والثقافة لصالح شركاتهم وزيادة مبيعاتها وغيرها الكثير من الوسائل والطرق ولكن هذا التقارع الواضح هو الأحدث والأقوى لدينا اليوم.
إن مثل تلك المنافسة مطلوبة في كل القطاعات حتى على المستوى الإنساني نحن بحاجة دائمة إلى من يخلق التحدي ويوجد المنافسة بداخلنا حتى نطور من أنفسنا وننتبه إلى أخطائنا وسلبياتنا ونبدلها إلى إيجابيات وأشياء أخرى نحن بحاجتها.
فأهلاً بمنافسة الكبار التي تصب في صالح الوطن والمواطنين.