بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك -رضي الله عنه- لقضاء حاجة فأبطأ عليه، فتبعه صلى الله عليه وسلم فوجده في فتية يلعبون فقال له: (يا أنيس اذهب حيث أمرتك).

هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- رحيماً حتى مع الخدم والموالي والأرقاء، وقد أرسل عليه الصلاة والسلام وصيفة في قضاء عمل، فأبطأت عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لولا خوف القصاص لأوجعتك بهذا السواك). ما هذه الرحمة المهداة؟ أبالسواك تعاقبها وتخشى القصاص فترجع عن عقابها؟

صلوات الله وسلامه على نبينا محمد وآله وصحبه. وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانك خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فإن كلفتموهم فأعينوهم). وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخدم والأرقاء في خطبة أخيرة له، فقال: (فما حببتم فأمسكوا، وما كرهتم فبيعوا، وبل تعذبوا خلق الله، فإن الله ملككم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم)، فما أحوجنا في هذا الزمن إلى الاقتداء بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في تعاملنا مع الخدم، ومن جعله الله تحت أيدينا.. والله المستعان.