دمشق - عبدالكريم العفنان - وكالات
قالت السفارة الأمريكية في دمشق أمس الأربعاء إنها قد تغلق أبوابها عقب غارة شنت على شرق سوريا هذا الأسبوع واتهمت دمشق واشنطن بتنفيذها. وقال البيان للسفارة إن الجالية الأمريكية في سوريا عليها أن تدرك أن أحداثا أو ظروفا غير متوقعة قد تحدث وقد تتسبب في إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق أمام الجمهور لأجل غير مسمى.
إلى ذلك قال مصدر مطلع في السفارة الأمريكية بدمشق إن السفارة لم تبلغ (بشكل رسمي) بقرار الحكومة السورية الذي أصدرته يوم أمس والقاضي بإغلاق المركز الثقافي والمدرسة الأمريكية بدمشق.
وأشار المصدر المطلع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن دوام الطلاب والموظفين في المؤسستين الأمريكيتين كان اعتياديا اليوم.
وكان مجلس الوزراء السوري قرر أمس الأول إغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأمريكيين بدمشق وطلب من وزيري التربية والثقافة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع إن (المركز الثقافي الأمريكي بدمشق يعتبر جزءا من السفارة الأمريكية وأن مديره ومعاونيه هم جميعا من الدبلوماسيين بينما لا يتمتع مدراء المراكز الثقافية الأجنبية الأخرى في دمشق بالحصانة الدبلوماسية).
ويذكر أن المدرسة الأمريكية بدمشق تأسست عام 1958، وتديرها كفاح حداد وهي سورية الجنسية، وتخرج منها عشرات آلاف من الطلاب منذ تأسيسها.
كما يقدم المركز الثقافي الأمريكي بدمشق خدماته منذ خمسينيات القرن الماضي، ومن بينها خدمات صحفية وتعليمية ويشرف على التبادل الثقافي بأشكاله المتنوعة من محاضرات ومعارض فنية وأفلام سينمائية بالإضافة إلى أنه يقوم بدعوة محاضرين أمريكيين لتبادل الحوار مع زملائهم السوريين.
وتعتبر هاتان المنشأتان من أعرق وأقدم المنشآت التعليمية الغربية في سوريا والمنطقة.
من جانب آخر قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه طلب من مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراء لمنع تكرار هجوم شنته الولايات المتحدة يوم الأحد على منطقة سورية وتحميل واشنطن المسؤولية عن الهجوم. ورفضت الولايات المتحدة أن تؤكد أو تنفي رسميا تورط قواتها في الغارة.
من جهة أخرى أعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار قربي الأربعاء أن القضاء السوري حكم على 12 معارضا سوريا في المجلس الوطني لإعلان دمشق بالسجن عامين ونصف العام اثر إدانتهم (بإضعاف الشعور القومي) و(نقل أنباء كاذبة).
وأوضح قربي أن محكمة الجنايات الأولى بدمشق قررت تجريم المعارضين الـ12 وهم من موقعي (إعلان دمشق) الذي طالب بإحداث (تغيير ديموقراطي وجذري) في سوريا، بجنايتي (إضعاف الشعور القومي) و(نقل أنباء كاذبة).
وأوضح أن المحكمة قررت الحكم على المعارضين بالسجن لمدة ست سنوات لكنها قررت تخفيف العقوبة لمدة سنتين ونصف لكل منهم. والمعارضون هم رياض سيف رئيس مكتب أمانة إعلان دمشق وفداء أكرم الحوراني رئيسة المجلس الوطني لإعلان دمشق وأميني السر احمد طعمه وأكرم البني وأعضاء الأمانة العامة علي العبد الله وجبر الشوفي ووليد البني وياسر العيتي وأعضاء المجلس الوطني محمد حجي درويش ومروان العش وفايز سارة وطلال أبو دان.
وكانوا متهمين (بنشر أخبار كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية والانتساب إلى جمعية سرية بقصد قلب كيان الدولة السياسي والاقتصادي).