الدوحة - واس
استقبل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بدولة قطر في مكتبه بالديوان الأميري صباح أمس معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني وأصحاب المعالي وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمناسبة انعقاد اجتماعهم الرابع عشر في الدوحة. وتمنى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأصحاب المعالي التوفيق في اجتماعهم والخروج بنتائج تعزز مسيرة مجلس التعاون. حضر المقابلة معالي وزير الثقافة والإعلام والفنون والتراث بدولة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية.
وكان قد اختتم أصحاب المعالي الوزراء المسؤولين عن الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم الرابع عشر في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأربعاء. ويرأس وفد المملكة للاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.
وفي بدء الاجتماع ألقى معالي وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري رئيس الاجتماع كلمة أشار فيها إلى أن الثقافة العربية الإسلامية ببعدها الخليجي هي الوطن الذي ينتمي إليه الجميع، أياً كانت الجغرافيا التي نلتقي في رحابها.
وقال (إن ما جمعنا من قبل، ويجمعنا اليوم، هي خصوصيتنا الثقافية التي تضاهي في أهميتها أية مشتركات أخرى.. دون أن تنفصل عن هويتنا الثقافية العربية الإسلامية. فالهوية الثقافية هي قدرنا ومستقبلنا وفضاء القيم التي تجعل مصيرنا واحداً في مواجهة التحديات).
وأضاف أن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا أكثر أهمية إستراتيجية من أية مسؤولية أخرى. وأنتم العارفون، أن التنمية مهما كان حجمها، لا يمكن أن تثمر تطوراً متوازناً في غياب التنمية الثقافية التي ينبغي أن يتوازى الاهتمام بها مع ما تحظى به القطاعات الأخرى.
ورأى الدكتور الكواري أن اللغة هي العنصر الأكثر أهمية بين عناصر الهوية بصفتها جوهراً للثقافة العربية، الأمر الذي يملي وضع الآليات الكفيلة بالحفاظ على اللغة العربية التي تواجه حالياً، خصوصاً في دول مجلس التعاون، تحديات كبيرة ومتنوعة في عالم مفتوح تهيمن عليه ثقافات أخرى، فضلاً عن الإشكاليات المحلية الناجمة عن سياسات التعليم باللغة الإنجليزية واستقدام العمالة الأجنبية واستعمال اللغة الإنجليزية للتعامل الروتيني في بعض المؤسسات.
وبين أن جدول أعمال المؤتمر ينم عن وعي للهموم المشتركة وفي مقدمة ذلك، مشروع الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون، وقال إنه مشروع ذو أهمية فائقة يمكننا من العمل المشترك والمتناغم والمتكامل. وفي السياق ذاته تأتي أهمية فقرتين أخريين من جدول الأعمال هما: تسريع الأداء وإزالة العقبات التي تعترض العمل المشترك وتقويم مسيرة العمل المشترك في المجال الثقافي معرباً عن الأمل في تكثيف مثل هذه الجهود وتفعيل آلياتها بما ينعكس في الخطط الثقافية وعلى أرض الواقع.
وقال الدكتور الكواري (إذا ما أردنا للعلاقة بين دول مجلس التعاون أن ترتقي إلى المصاف الذي ينسجم مع حقيقة وحدة الهوية والمصير المشترك التي تجمع شعوبها، يتعين علينا أن نبدأ من العمق الثقافي، لأن التفاعلات الثقافية الجادة هي التي تعزز بشكل طبيعي تقدماً مأمولاً في مستوى العلاقات على المستويات الأخرى).
وأشار إلى ما يوليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، من اهتمام بالغ بضرورة تعميق العلاقات الثقافية بين أبناء المنطقة.
بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لدولة قطر على ما تقدمه من دعم ومساندة لمسيرة العمل الخليجي المشترك خاصة في المجال الثقافي، وعلى الاستضافة الكريمة للاجتماع الرابع عشر.
وأكد الأهمية التي توليها دول المجلس والأمانة العامة تجاه مشروع الإستراتيجية الثقافية، التي تم صياغتها من حيث الرؤية على محددات رئيسية هي الدين الإسلامي والعروبة والوحدة الجغرافية.
وقال (إن هذه الإستراتيجية قد حددت العمل الثقافي لدول المجلس من منطلقات الهوية الثقافية وعلى ضرورة ترسيخها والمحافظة على كينونتها، والتعريف بثقافة دول المجلس خارج حدودها إلى جانب إشاعة مبدأ الحوار القائم على التسامح حيال جميع الثقافات واستيعاب روح العصر من خلال العلوم والتقنية، وكذلك إثراء شخصية المواطن في دول مجلس التعاون عبر تعزيز وعيه بعقيدته وتراثه وانتمائه.
ورأى أن الآليات التي تضمنها مشروع الإستراتيجية أخذت بعين الاعتبار ما يمكن تنفيذه في ضوء السقف الزمني المقترح لتنفيذ مضامين الإستراتيجية الذي تم تحديده بعشر سنوات، وبحيث تراجع كل ثلاث سنوات وفق آلية محددة، من بينها قيام الدول الأعضاء بتقديم الدراسات الخاصة بالعمل الخليجي المشترك.
وقال (إن دول المجلس قد أصبحت منطقة إشعاع ثقافي، وقد تجلى ذلك من خلال المهرجانات الثقافية والندوات والمؤتمرات انطلاقاً من الرؤى والأفكار والشفافية التامة).
وشدد على أن هذا المناخ يعكس اهتماماً بالفكر والثقافة خاصة أن دول المجلس تولي اهتماماً كبيراً بدور الثقافة في تنمية المجتمعات وبناء جيل قادر على مواصلة مسيرة الحداثة والتطور استناداً على قاعدة راسخة من الثوابت والموروث الحضاري والإنساني.
وأوضح أن التطورات الثقافية في دول المجلس التي تأتي مواكبة للتطورات السياسية والاقتصادية وغيرها، تؤكد سلامة النهج وتكامله ورؤى القادة - حفظهم الله - بشأن التنمية الشاملة، التي لا تستثني ميداناً من ميادين التنمية بما في ذلك الجانب الثقافي وخاصة تلك التي تعنى بالإنسان باعتباره هدف التنمية وغايتها.
وعدد معالي الأمين العام لمجلس التعاون بعض المنجزات التي تمت مثل المهرجان الثقافي الخليجي الأول الذي أقيم في الشارقة عام 2007م، وحفل التكريم الأول للمبدعين من أبناء دول المجلس الذي أقيم في الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى ندوة تحديث خطة التنمية الثقافية التي عقدت في دولة الكويت وتم خلالها الانتهاء من صياغة الإستراتيجية الثقافية المعروضة على الاجتماع بوصفها منطلقاً جديداً في مفهوم العمل الثقافي المشترك.
وهنأ مملكة البحرين على عضويتها للجنة التراث العالمي، لما يمثل ذلك من أهمية خاصة من حيث اتساع شراكة دول المجلس الفعلية في مثل هذه اللجان ذات البعد العالمي. وأفاد أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن العديد من الموضوعات المهمة التي تشمل مجالات الثقافة مثل النشاطات الثقافية المتنوعة ووضع الأطر التنفيذية ومشروع النظام الداخلي للجنة الثقافية العامة بالإضافة إلى تقويم مسيرة العمل الثقافي المشترك، ومقترحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. وشكر العطية الجهد الذي بذله وكلاء الوزارات بشأن دراسة الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال وإعداد التوصيات الخاصة بها.