الإهداء :
إليهم جميعاً سواك!!
في مهب الحلم كنت أنا وكنت أنت أحكي لك حكاية الأحلام المشيعة مساء في عهد الوعد المسفوك قرباناً لأول خيبة تركها في الخذلان.. أحدثك عن جرح أودى به كبرياؤه وتركه يترنح بين نزف منك ونزيف عليك.. أقص عليك كيف يكون الوجع عندما تذبحه اللهفة وتفزعه شجاعة الاعترافات.
وكنت أنت تتلو في حضرة خوفك مني.. تعاويذ الصمت وابتهالات السكون.
أنظر إليك فيلمع في عينيك تاريخ من اللحظات النازفة فرحاً وبهجة.. وتنظر إليّ فتبرق في عينيك إغضاءة أنهكها الندم، واستوطنتها حسرة مجهشة اللون، علقمية الصوت.. أقول (لي) وأنا أنصت.. مذهولاً لصمتك:
لماذا يضطرني أن أكون الأقوى/ الأضعف معه؟
لماذا يجرني إلى أكثر الزوايا ضيقاً وعتمة.. لماذا يقتلني مرتين.. باقترافه الخيانة أولاً وبطلبه العفو بعد ذلك؟
ليتني أستطيع الخلاص منك ومن جرحك..
روحي التي تعودت أن تمر على ضفاف الحلم دون أن تخوض فيه، ما بالها اليوم أزمعت الإبحار بعيداً.. بعيداً..
وذاكرتي التي استمرأت ارتكاب معصية النسيان ما بالها من خطيئتك تتوب.. وتحفظها عن ظهر وجع..؟
مازلت أتذكر ركضي في ممرات نبضك مخدوعاً بحواس البياض.. بحثي في تضاريس دفئك عن ملاذ أرى فيه روحاً أتعبها السفر وأنهكتها الغربة.. وما زلت أذكر قولي لك - في لحظة جنون عاقلة - إن علاقتنا ستطول كحرب (البسوس)، ربما كانت يومها أعني.. أنها ستنتهي بطعنة ظهر كما بدأت (البسوس).
أتدري..؟؟
سأحزن كثيراً كي أنساك.. وسأبكي كثيراً كي أنساك.. وسأختنق كثيراً كي أنساك.. وسأتخبط كثيراً كي أنساك.. وسأنسى كثيراً كي أنساك.. وسأموت كثيراً كي أنساك.. وسأفشل كثيراً كي أنساك.
لكنني أبداً لن أعفو عنك.. حفاظاً على جمال صداقتنا من التشويه.. وحفاظاً عليك أنت.. فما قتل الأحباب كالعفو عنهم..!
د. صالح المحمود