الباحة - محمد عطيف:
حفلت مداخلات الجلسة الأولى في صباح أمس الأربعاء بإثارة كانت متوقعة حول ورقة الناقد الأستاذ محمد العباس التي عنونها ب(جماليات الفحش اللفظي)، والتي استشهد فيها بعبارات من رواية (ساق الغراب) ليحيى قاسم ورواية (جاهلية) لليلى الجهني ورواية صبا الحرز، وبمجرد انتهائه من تقديمها وفتح باب المداخلات تعرض الناقد لشن هجوم من قبل بعض المثقفين حول بعض الجوانب التي وردت في ثنايا ورقته التي أشعلت الضحكات وربما الحرج ما بين لحظة وأخرى حين تقديمها. فقد وجهت له اتهامات بالبحث عن الحضور في إطار محاول رسم (كاريكاتير الفحش)، وطُولب بإثبات معاني بعض المفردات التي وردت وأنها تدل على الدلالة الجنسية لبعض أعضاء الإنسان كما أوردها فيما اعتبرها الدكتور صالح معيض غير دقيقة مبديا خيبة أمله من الورقة التي كان يتوقعها (أقوى) و(أدق) خصوصا أنها لم تنجح حتى في دلالة العنوان مقترحا عليه تغييره ليتوافق مع المحتوى، ومؤكداً أن (العباس) في الوقت الذي حاول تتبع جماليات الفحش وجدناه (يدين الفحش) وأنه لم يكن دقيقا في عباراته ولا اقتباساته والتقاطاته.
فيما رأى البعض الآخر أنها (مجرد التقاطات وصفية ليس لها مايبررها داخل النص) وقد وقف جمهور الحاضرين ما بين مؤيد لنظرة المهاجمين في حاول البعض (التقليل) من شأن الملاحظات رغم تحفظهم على أن تجميل (الفحش) ماذا سيبقي أدبياُ وإنسانياً للرواية..! خصوصا بعد أن حُشيت بموجة الألفاظ التي وصفت ب(الألفاظ الفاحشة) في كثير من الإنتاج المحلي خصوصاً النسائي بالدرجة الأولى.
فيما طالب البعض الآخر بإضافة بعض المفردات القريبة إلى فحش الألفاظ مثل البصق واللعن.
موجة الرغبة التي اجتاحت الحضور في الرغبة في المداخلات عموماً، والذين استفزتهم ورقة العباس خصوصا اشتعلت كثيراً وتخطت (جرأة) الجانب النسائي العائق في التعليق على نفس النقاط، وأفرط بعض المداخلين من الذكور في نطق مسميات الأعضاء التناسلية للجنسين وبعض السلوكيات المرتبطة بها بشكل لم يراع الذوق العام ولا وجود (الأخوات) على بعد متر ومترين في القاعة المجاورة. كما احتج عدد من كبار المثقفين على مدير الجلسة الأستاذ خالد اليوسف لمجرد (تأخير) أدوارهم في التعليق خصوصا بعد أن (سخن) الجو فيما وضح نوع من التعالي من قلة من المثقفين في تعليقاتهم رغم دقة مداخلاتهم والتقاطاتهم. وكان من المزعج حقا هو الخروج المتكرر من القاعة رغم جهود المنظمين - حتى من قبل بعض المداخلين دون انتظار سماع الرد عليهم أو العودة متأخرين.
الناقد العباس التزم الهدوء إلى حد ما في ردوده ووصف بعض الإشارات في المداخلات خصوصاً التي تطالب بضم مفردات (أقل وطأة) بأنها تلك المفردات قادمة من الأفلام الهندية والأجنبية مطالبا بتخطي محاولة (أسلمة الأدب) في النقد عموماً.
لم تحرم الأوراق الثرية والرائعة الأخرى من مداخلات قوية لكنها كانت أقل طلباً عليها إن صح التعبير.