كتب عبدالكريم الجاسر

حين يعود الزعيم بعدد كبير.. وحين يظهر يكون حاسماً وحين يفوز يكون مبدعاً.. هكذا كان الهلال بالأمس أمام جاره ومنافسه النصر بهدفين للكاسر ياسر القحطاني والمتألق أحمد الفريدي ألحق الهلاليون بالنصر الخسارة الأولى له هذا الموسم.

لكنها خسارة مؤثرة ومؤلمة كونها أظهرت النصر فريقاً مختلفاً عن ذلك الذي شاهدناه منذ انطلاق الدوري.. تفوق الهلال وسط الميدان وظهرت الفوارق الفنية والمهارية والخبرة والنضج بين عناصر الفريقين.. فريق متمرس يعرف ماذا يريد داخل الملعب أمام فريق مجتهد يحاول ويحاول دون جدوى هكذا كان حال الفريقين على أرض الملعب.. ولولا الهدف الشرفي الذي سجله إلتون في الدقيقة 91 من زمن اللقاء لما كان للنصر أي وجود في المباراة.. فرص محدودة ودفاع مفتوح وحارس مهزوز باختصار هذا هو النصر بالأمس في حين لم يحسن الهلاليون استقلال كل الفرص السانحة.. فتواصل التنافس بين اللاعبين في إضاعة الفرص السهلة واحدة تلو الأخرى.

وساهم الوضع الفني الجيد للهلال وسط الميدان وسيطرته على أجواء المباراة وتسييرها كما يريد جعلت اللاعبين يتساهلون في الفرص السانحة وكادوا أن يدفعوا نحن ذلك غالباً في الشوط الثاني بعد هدف النصر المستأخر.. حيث لا أمان لكرة القدم ونتائجها ولذلك كانت السعادة الهلالية كبيرة في الفوز والنقاط الثلاث وعودة التوازن للفريق والروح للاعبين والمنافسة الحقيقية على الصدارة..

المباراة جاءت متوسطة المستوى كانت أغلب فرصها للهلال الذي لعب كما يريد بينما لم يكن لاعبو النصر بمستوى التوقعات فقدموا أداء باهتاً وسقطوا في فخ القوة الهلالية التي كانت ظاهرة جداً في خط الدفاع ولاعبها المحور والذين كانت لهم الكلمة الأقوى طوال المباراة تاركين للنصر محاولات بعيدة جداً عن مراكز الخطورة وسط الميدان ليقفز الهلاليون للوصافة بالنقاط الثلاث خلف الاتحاد المتصدر وبرصيد 13 نقطة فيما بقي النصر على نقاطه الـ11

** دخل المدرب الهلالي كوزمين اللقاء بتشكيل يعتمد فريقه اللعب 4 4 2 بدخول الصويلح بجوار ياسر ويلها مسون في الوسط مع الفريدي وعزيز والغنام وفي الدفاع الرباعي نامي، هوساوي، المرشدي والزوري ووضح على الأداء الهلالي طوال الشوط الأول انقسام الفريق لجزءين باستثناء فترات قليلة هي تلك التي يعود فيها الصويلح مع ويلهامسون والفريدي للوسط لبدء الهجمات فيما تحمل الدفاع الهلالي لأعباء المحور عزيز والغنام حين مواجهة كرات النصر وإنهاء خطورتها وسط الميدان وقبل الوصول لمرمى الدعيع.. وكانت خطورة الهجمات الهلالية تظهر عندما يتخلص اللاعبون من البطء والاحتفاظ بالكرة واللعب أولاً بأول حيث ما ان يمسك الهلاليون الكرة حتى يشكلوا خطورة حقيقية على الدفاع النصراوي.

** النصر دخل اللقاء بتشكيله المعتاد في المباريات الأخيرة حيث الخوجلي في المرمى وأمامه الرباعي البحري وأيدر والصقور ومدخلي.. وفي الوسط الموينع والمبارك والتون وحماد.. وفي الهجوم الشهراني والحارثي.. ولجأ النصر للضغط أولاً بأول على الكرة ومحاولة عزل دفاع ووسط الهلال من جهة هجومه من جهة أخرى وذلك بتحرك رأسي الحربة ولاعبي الوسط في وسط الميدان لتشكيل حاجز دفاع أمام كرات الهلال وبشكل مبكر.. ونجح الهلاليون في تجاوز ذلك من خلال اللجوء للكرات الطويلة والمساحات الشاغرة في الأطراف ومنها سجل الهلال هدفه الأول.

د 18 هدف أول لياسر ضمن هجمة تكاد تكون هي الأولى التي لعبت بشكل سريع وصحيح عبرنامي .

لويلي يتسرب على الجناح الأيمن ويحول كرة رائعة لياسر الذي عالجها بضربة رأسية ماكرة حينما تحفظ للكرة ووضعها بين قدمي الخوجلي محرزاً هدف المباراة الأول.

ليعاود الفريقان تطبيق طريقة اللعب تنظيم دفاعي نصراوي وسط الميدان وتحرك إلتون على الأطراف مع عودة الحارثي والشهراني كثيراً للخلف والأطراف مقابل اهتزاز هلالي وسط الميدان عبر عدم طلب الكرة من قبل اللاعبين بفتح مواقع لهم مما يحرج حامل الكرة لتعود للنصر سريعاً.

هذا الوضع تكرر بين المدافعين ولاعبي الوسط للهلال أكثر من مرة لكن الأداء الهجومي النصراوي كان ضعيفاً وغير قادر على تجاوز الدفاع الهلالي رغم الأخطاء التي ارتكبت.. ومن إحدى هذه الكرات مرر الحارثي كرة رائعة لإلتون خلف الدفاع استلمها وواجه الدعيع بمضايقة من ثامر لكنه سددها في الدعيع الذي تصدى لها ببراعة حين ضيق الزاوية وأبعدها ركنية بعد 26 دقيقة بعد ليعاود الفريقان المحاولات حيث ارتبط أداء الهلال بصحوة المهاجمين وعودتهم لاستلام الكرة فيما تفرغ الدفاع النصراوي لمتابعة الأداء الهلالي أكثر من بناء هجمات لفريقهم مع انحصار اللعب وسط الميدان يكرر الهلال غزواته الجانبية وينجح الفريد في التسجيل بعد أن فشل الصويلح في الدقيقة 33 عندما طوح بكرته أرضية على يمين الخوجلي وهو في مواجهتهم بعد كرة ويلهامسون الجيدة.

د 38 هدف ثان أزرق ضمن كرة مررها ياسر ماكرة وسريعة للفريدي المنطلق يتسلمها ويدخل المنطقة ثم يسدد أرضية زاحفة على يمين الخوجلي في الزاوية البعيدة محرزاً هدف التعزيز.. حاول بعدها النصر العودة للمباراة عبر أكثر من خطأ وركنية لكنها لم تشكل تهديداً حقيقية للدعيع ليعلن الحكم نهاية هذا الشوط يتقدم الهلال بهدفين دون رد.

مع بداية الشوط الثاني أشرك كوزمين فهد المبارك مكان أحمد الصويلح مساهما في زيادة الضغط على دفاع النصر بتواجد ثلاثة لاعبين معظم فترات المباراة مع الحركة الدائبة للمبارك ما جعله يفتح الكثير من الثغرات في دفاع النصر.. بينما أشرك مدرب النصر رادان مهاجمه رزاق مكان فهد المبارك ليلعب بثلاثة مهاجمين لكنه سرعان ما عالج ذلك بإشراك فهد الزهراني مكان الشهراني إثر السيطرة الهلالية الكاملة على الـ15 دقيقة الأولى من هذا الشوط حيث سنحت للمبارك فرصة رائعة صنعها لنفسه بعد تلاعبه بالدفاع ليدخل المنطقة ويسدد بجوار القائم أرضية على يمين الحارس ثم كرة أخرى من الفريدي للمبارك يسددها من فوق العارضة ثم ينفذ ويلهامسون خطأ على رأس هوساوي لعبها من فوق العارضة أيضاً.. كل ذلك وسط سيطرة هلالية كاملة بعد ذلك تحرك النصر بدخول الزهراني حيث تحسن الأداء الدفاعي وسط الميدان ليعاود الفريق البحث عن النتيجة لكن الطريقة التي لعب بها الفريق لم تساعده حيث لم يشكل البحري أي خطورة في كراته العرضية فيما أجهد الحارثي كثيرا في العودة للخلف بينما كان إلتون الأكثر محاولة وخطورة.. لكن الفريق الهلالي كان منظما بما يكفي للتصدي لكل المحاولات الصفراء وكان يمكن الاستفادة من ذلك لهجمات مرتدة خطيرة لو وفق بعض اللاعبين في اللعب أولاً بأول وكذلك عدم تصرف نامي الجيد في أكثر من كرة في الجهة اليمنى.

وبعد 72 دقيقة كاد ياسر أن يهز الشباك مجددا لكن كرته التي نفذها من خطأ على حافة المنطقة اصطدمت بالعارضة وهي في طريقها لخارج المرمى.. ليعاود المدرب النصراوي الترقيع في خط وسطه بإشراك الواكد مكان الموينع حيث كانت المناطق الدفاعية للنصر مسرحا للتحركات الهلالية ومصدر إزعاج دائم للخوجلي.. وبعد 79 دقيقة كاد ويلهامسون أن يسجل بعد مواجهته للمرمى لكنه سددها في جسم الخوجلي ليغادر الملعب تاركا مكانه للغامدي في محاولة لتعزيز الوسط والاستمرار بنفس الوتيرة من الأداء.. وجاءت أخطر كرات النصر من تسديدة إلتون البعيدة والتي أبعدها الدعيع ركنية رد عليها ياسر بلعبة خلفية بعد عرضية الغامدي التي هيأها الفريدي برأسه لتسقط أمام ياسر الذي عالجها خلفية مرت بجوار القائم كل ذلك تعبير حقيقي على قدرة الهلاليين على إحداث الخطورة متى أرادوا.. ليقوم كوزمين بإشراك العنبر مكان ياسر في الدقائق الأخيرة (88) لكن إلتون أعاد الإثارة مجددا للمباراة بهدف شرفي

د91 هدف نصراوي شرفي

ضمن خطأ لمصلحة الحارثي على حدود المنطقة تصدى إلتون للكرة وسددها جميلة من فوق الحائط على يمين الدعيع الذي لم يرها سوى في الشباك بعدها عادت الإثارة والترقب مجدداً رغم غيابها بعد هدفي الهلال لكن الدقائق الخمس التي احتسبها الحكم لم تحمل جديداً رغم أنه أضاف لها دقيقة سادسة ليعلن نهاية اللقاء بفوز هلالي ثمين وخسارة أولى للنصر.

من المباراة

قاد اللقاء الحكم الإيطالي باولو ومنح بطاقات صفراء لإلتون، الصقور، الزهراني من النصر ونامي والعنبر من الهلال.

***

الفحص الدوري للنصر أسفر عن خسارة أولى هذا الموسم.. حيث واصل النصر فشله في الفوز على الهلال دورياً منذ خمس سنوات وحتى لقاء أمس.

***

بهذا الفوز استعاد الهلال شيئاً من توازنه ودخل فعلياً في أجواء المنافسة.. بينما لم يقدم النصر ما يؤكد أنه سيتقدم كثيراً في سلم الترتيب.

سعد الحارثي عاتب الخوجلي على إخراج الكرة لعلاج فهد المبارك في حين كان غاضباً من نور على تصرفه في لقاء الفريقين السابق..!!

***

الهلال فرط في فوز كبير بإهداره الفرص تباعا أمام مرمى النصر بينما لم تسنح فرص حقيقية للنصر سوى فرصة واحدة لإلتون في الشوط الأول.

***

الدفاع الهلالي كان سداً قوياً أمام كل الهجمات الصفراء فهوساوي والمرشدي والزوري ومعهم نامي كانوا في أفضل حالاتهم.. كذلك كان عزيز والغنام.

***

جماعية النصر لم تكن كافية لتحقيق الفوز حيث ظهر الفارق الفني كبيراً لمصلحة الهلاليين فالمهارة الهلالية تخطت دفاع النصر مرات عديدة.

***

ويلهامسون قدم مباراة جيدة رغم انقطاعه الطويل عن الكرة، وصنع الهدف الأول بتمريرة رائعة.

***

ياسر جدد علاقته بشباك النصر بضربة رأس مرت بين قدمي الخوجلي!