«الجزيرة» - سلطان المواش
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الأهمية البالغة لترشيد استخدام الطاقة الكهربائية داعياً أيده الله جميع الجهات المعنية بالحملة الوطنية الشاملة لترشيد استهلاك الكهرباء ورفع كفاءة استخدامها التي وجه رعاه الله وزارة المياه والكهرباء بإطلاقها إلى التعاون فيما بينها لإنجاح الحملة سعياً لتحقيق المصلحة العامة ولما فيه خير الوطن والمواطن.جاء ذلك في الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين في حفل تدشين الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء الذي أقيم امس تحت رعايته حفظه الله وتلاها معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وفيما يلي نص الكلمة..الحمد لله الذي بشكره تدوم النعم وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الأخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مما لا شك فيه أن تمسكنا بديننا الحنيف وبعقيدتنا الإسلامية لهو الأساس في كل خير نعيشه وفي كل نعمة نتمتع بها ولقد حبا الله بلادنا بنعم وخيرات كثيرة لا تعد ولا تحصى من أعظمها وأهمها بعد نعمة الإيمان والأمن نعمة الكهرباء التي أصبحت تمس كافة جوانب حياتنا اليومية.
أيها الأخوة والأخوات:
لقد استثمرت المملكة العربية السعودية مبالغ ضخمة في إنشاء مشاريع البنية التحتية والإمداد بالخدمات لقطاعات هامة ومن بين هذه البنى قطاع الكهرباء.وتشهد بلادنا الغالية بفضل من الله قفزات متميزة في جميع قطاعاتها الاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية والعمرانية التي جميعها تحتاج الكهرباء حتى فاق معدل النمو السنوي في الطلب على الكهرباء في المملكة الكثير من دول العالم ومن المتوقع أن يستمر تنامي هذا الطلب تنامياً كبيراً خلال الأعوام القليلة القادمة مما يعنى الحاجة إلى المزيد من الاستثمارات المالية الضخمة لمواكبة الطلب على هذه الخدمة الأساسية وللأهمية البالغة لترشيد استخدام الطاقة الكهربائية وتوفر العديد من الوسائل لتحقيق ذلك وإيماناً بأهمية التوعية واستمراراً للجهود المبذولة في هذا المجال فقد وجهنا وزارة المياه والكهرباء بإطلاق حملة وطنية شاملة ومستمرة لترشيد استهلاك الكهرباء ورفع كفاءة استخدامها والتعريف بالأساليب التي من شأنها خفض استهلاكها تشارك فيها وزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات العلاقة متمنياً أن تتضافر الجهود لإنجاح الحملة وتحقيق غاياتها كما أدعو الجميع مواطنين ومقيمين للحرص على التفاعل مع أهداف الحملة وأدعو كافة الجهات المعنية للتعاون لإنجاحها سعياً لتحقيق المصلحة العامة، ولما فيه خير الوطن والمواطن.ختاماً أسأل الله - العلي القدير - أن يبارك الجهود المخلصة وأن يوفقنا جميعاً على طريق الخير والازدهار والنماء لخدمة وطننا الغالي والمساهمة في رفعته ورفاهية مواطنيه.بعد ذلك ألقى وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور صالح بن حسين العواجي كلمة أوضح فيها أن انطلاقة الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء تأتي امتدادا للجهود المتواصلة التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء والجهات ذات العلاقة تماشياً مع التوجيهات السامية وقرارات مجلس الوزراء المنظمة لقطاع الكهرباء باتخاذ الإجراءات الكفيلة بترشيد استهلاك الكهرباء ورفع كفاءة استخدامها.وأشار إلى أن من تلك القرارات الأمر السامي الكريم رقم (7-905-م) وتاريخ 29-4-1405هـ القاضي بالتأكيد على الجهات المختصة بالحد من استهلاك الكهرباء في المباني الحكومية القائمة حالياً والعمل على استخدام العزل الحراري في المباني الحكومية التي تنشأ مستقبلاً وقرار مجلس الوزراء رقم (169) وتاريخ 11-8-1419هـ الخاص بإعادة هيكلة قطاع الكهرباء الذي تضمن أن تتولى هذه الوزارة اعتماد برنامج شامل مستمر لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية بما يحقق أهداف الدولة ومتابعة تنفيذه وقرار مجلس الوزراء رقم (254) وتاريخ 19-10- 1426هـ القاضي بالموافقة على نظام الكهرباء الذي تضمن أن تتولى هذه الوزارة وضع برامج ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية بالتعاون مع هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ومعاهد البحوث والجهات ذات العلاقة واعتمادها ومتابعة تنفيذها ووضع خطة إعلامية لذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات الاختصاص وكان آخرها توجيه المقام السامي الكريم بالبرقية رقم (1152-م ب) وتاريخ 17-2-1427هـ القاضي بأن تستمر وزارة المياه والكهرباء بالقيام بحملات توعية وأن تكون مركزة ومتواصلة من أجل تبصير المواطنين بالأساليب المناسبة لترشيد استهلاك الكهرباء المؤدية إلى خفض فاتورة المستهلك والحد من ارتفاع قيمة الفاتورة نتيجة لارتفاع كمية الاستهلاك خاصة في الصيف وخفض معدلات نمو استهلاك الطاقة الكهربائية العالية.
وأبان الدكتور العواجي أن الحملة تهدف إلى رفع كفاءة الاستخدام وتخفيض الهدر في الاستهلاك الذي يقدر بحوالي 45% مشيراً إلى أن أبرز الفعاليات التي تتضمنها إعلانات في الصحف بواقع (180) نشرة إعلانية وإعلانات تبث عبر القناة السعودية الأولى بواقع (96) إعلاناً إضافة إلى إعلانات إذاعية ومشاهد تمثيلية وإعلانات من خلال لوحات الإعلان في الطرق وتنظيم معارض متنقلة في (16) مدينة بواقع (20) يوماً في كل مدينة ومعرض دائم مقره مدينة الرياض يستمر طيلة مدة الحملة إضافة إلى المطبوعات التي تضم مطويات وملصقات ونشرات دورية ومفكرات وتقاويم وملفات إعلانية ونشرات توعية للطلاب وكتيبات تلوين وقصص قصيرة للأطفال بالإضافة إلى إعداد فلم توعوي مدته 20 دقيقة يوفر منه 10.000 نسخة للتوزيع على وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة.
وأضاف: تضم الحملة كذلك ندوات ومحاضرات متخصصة إضافة إلى أنشطة متنوعة مثل المقالات الصحفية ورسائل الجوال والمسابقات الصحفية والتلفزيونية وإنشاء موقع إلكتروني للحملة على شبكة الإنترنت يتضمن جميع الفعاليات ووسائل التوعية وإنشاء مركز إعلامي ومركز اتصال هاتفي في مقر الوزارة لمساندة أنشطة الحملة.
عقب ذلك ألقى معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين كلمة أعلن فيها عن تدشين الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المملكة وقال: (برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يسرني الإعلان عن تدشين الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المملكة).واستعرض معاليه ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة تدشين الحملة مشيراً إلى أنها قوية في مضامينها وتوجهها لتدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد والعطاء وأن تتضافر الجهود لتبيان الأساليب المناسبة لترشيد استهلاك الكهرباء المؤدية إلى خفض فاتورة المستهلك والحد من ارتفاع الطلب على الكهرباء نتيجة لارتفاع كمية الاستهلاك خاصة في الصيف وقت حدوث الحمل الأقصى إضافة إلى توفير في الاستثمارات اللازمة لإنشاء محطات جديدة قد لا تعمل إلا في وقت الذروة وتوفير في الموارد والوقود والمحافظة على البيئة.
وبين معاليه أن الخدمة الكهربائية وصلت حتى الآن إلى أكثر من خمسة ملايين ومائتي ألف مشترك وبلغت قدرات التوليد الفعلية حوالي سبعة وثلاثين ألف (ميجاواط) بما فيها إسهام محطات التحلية التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وكبار المنتجين وقال: يتوقع من خلال خطط التوسع في البرامج اللازمة لتلبية متطلبات قطاع الكهرباء حتى عام 2015م أن يصل عدد المشتركين إلى أكثر من سبعة ملايين مشترك والحمل الأقصى إلى أربعة وخمسين ألف ميجاواط، مما يعني الحاجة إلى إضافة قدرات توليد تبلغ اثنين وعشرين ألف ميجاواط واستثمارات تقارب مائتي مليار ريال وسيستمر تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية بمعدلات عالية في حدود (7%) سنوياً نتيجة متوقعة للنمو الاقتصادي والعمراني المتسارع بالمملكة وقلة الوعي بأساليب الترشيد.
وأكد المهندس الحصين أنه ومن خلال ما سبق اتضحت الحاجة إلى إطلاق حملة وطنية شاملة للتوعية بترشيد استهلاك الكهرباء ورفع كفاءة استخدامها، وهي الأولى من نوعها وسيتلوها بمشيئة الله تعالى حملات مماثلة تتجدد في كل عام لتكون مستمرة ومتواصلة خلال السنوات القادمة بمشاركة الجهات المعنية من أجل رفع مستوى الوعي وغرس مفهوم الترشيد لدى أفراد الأسرة والمجتمع والحث على نبذ الإسراف والتعريف بالتقنيات المرشدة من أجهزة ومعدات ذات كفاءة عالية في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية مشيراً إلى أن الوزارة ولتحقيق هذه الأهداف أسندت مشروع الحملة إلى وكالة متخصصة تتولى تنفيذها.وقدم معالي وزير المياه والكهرباء في ختام كلمته الشكر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- على تفضله برعاية هذه الحملة كما قدم شكره للجنة الإشرافية على الحملة الممثلة من وزارة المياه والكهرباء ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج والشركة السعودية للكهرباء وللجهات التي شاركت في رعاية الحملة.إثر ذلك كرم المهندس الحصين رعاة الحملة وأعضاء اللجنة الإشرافية. عقب ذلك دشن معاليه موقع الحملة على الإنترنت ثم افتتح معرض الرعاة المصاحب للحملة.