Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/10/2008 G Issue 13170
الأحد 20 شوال 1429   العدد  13170
أين تبخرت آلاف المليارات في الأزمة المالية؟

لندن - (أ ف ب)

تبخرت (آلاف المليارات) في البورصات العالمية، ويتساءل البعض أين اختفت كل هذه الأموال.

وبعد أسبوع من التقلبات من وول ستريت إلى طوكيو مروراً ببورصات لندن وفرانكفورت وباريس، لا تزال البورصات العالمية الرئيسية متراجعة بشكل كبير بنسبة تراوح ما بين 30 إلى 50 % مقارنة مع مستوياتها قبل 12 شهراً.

وأمام هذا التراجع، من الصعب القول ان الخسائر لم تكن كبيرة سواء أكان الفرد وسيطاً في مصرف كبير أو من أصحاب الودائع البسيطة أو مساهما منذ عشرين سنة في خطة تقاعد. ومن المستفيد من كل هذه الخسائر؟ أهم تجار الذهب، المعدن الذي لم يتدهور سعره على خلفية الأزمة المالية؟ أو المستثمرون الذين يستفيدون من انهيار البورصات لتحقيق أرباح؟ أو صناديق المضاربة التي تجني أرباحاً على هوى تقلبات الأسواق؟.

وعلى غرار رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الذي رأى ان (مليارات الدولارات أو اليورو كانت اصطناعية قبل تصحيح البورصات)، قلل خبراء اقتصاد من شأن الأرقام المعلنة وأكدوا أن الأموال لا تزال موجودة.

وقال البريطاني جون سلومان من جامعة بريستول (عندما نقول ان الخسائر تقدر بآلاف المليارات أننا نسيء التعبير ..

وعلينا القول ان قيمة سوق الأسهم تراجعت بآلاف المليارات وهو أمر مختلف تماماً). وحلل الأميركي روبرت شيلر من جامعة يال الوضع بالطريقة نفسها. وصرح لوكالة فرانس برس (تصوروا ان تطلبوا يوما من مؤسسة تحديد قيمة منزلكم إذا أردتم بيعه ..

في اليوم التالي تجدون مؤسسة أخرى تعطيكم سعراً أقل بـ 10 %. فهل خسرتم مالاً؟ .. بالطبع لا ما زال لديكم أموال في جيبكم أو في حسابكم المصرفي).

وأضاف ان (الأمر سيان في البورصة .. لا أحد يخسر مالاً بما لهذه الكلمة من معنى .. ليس هناك اي لغز لأن المال لا يزال موجوداً .. ان الأسواق تخسر فقط من قيمتها).

ويؤكد الخبيران انه لا يمكن تثمين البورصات بشكل مطلق.

وقال سلومان ان (قيمة الأصول رهن بالعرض والطلب .. انه السعر الذي تحصلون عليه في هذا اليوم إذا قررتم البيع ولا يتعلق الا بالأسهم التي يتم التداول بها).

من جانبه قال شيلر ان (الدول تحتسب الأموال المتوفرة من خلال جمع الأوراق والقطع النقدية المتداول بها وودائع الأفراد في المصارف .. وهذا الإجراء لا يعكس التقلبات اليومية للبورصات).

لكنه اقر بأنه (من الصعب) التمييز بين ثروة السوق وقيمتها. وهذا المفهوم يدعم رأي رجل الأعمال الأمريكي الثري روبرت سارنوف الذي توفي في 1997، واعتبر ان المالية (ليست سوى فن انتقال الأموال من يد إلى أخرى حتى تختفي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد