اللهم لا شماتة.. ونحمد الله على الستر الذي هو أكثر ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة المعقدة.
فقد أثارت الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم كثيراً من التداعيات والملاحظات التي لا بد وأن أثارت اهتمام متابعي هذه الجريمة التي تصلح أن تدرس كجريمة يتداخل فيها المال بالسياسة والجنس والنفوذ، والمخدرات بالتربية المغلوطة، واستغلال الجسد من أجل المتعة والمال قبل الموت وبعده..!!
وبالعودة إلى العنوان، حقاً إنها عائلة كريمة.. فسوزان والدها المحترم جداً منع من دخول مصر لحضور محاكمة قتلة ابنته لأنه حكم عليه في قضايا تهريب مخدرات إلى مصر.. هكذا كانت حجة جهاز أمن الدولة المصرية بعدم السماح له بدخول مصر.. ثم أن الوالد الكريم كان يعتزم الشهادة لصالح المتهم الثاني السيد هشام طلعت مصطفى حيث يقول السيد عبد الستار تميم: إن هشام طلعت مصطفى (رجل كباره لا يقدم على ارتكاب العيب ولا يمكن أن يحرض على القتل، وأنه غرقهم بالفضل، فكيف نتعاون على إدانته).
السيد عبد الستار تميم والد القتيلة تقول المصادر: إن ابنته لم تذكره بالوصية التي حرمت منها أيضاً زوجها الثاني عادل معتوق وقصرتها على أمها، وعلى زوجها الثالث العراقي رياض العزاوي أما الزوج الأول علي زميل الدراسة فلم يأت ذكره لا في التحقيق ولا في الملابسات، ولا يذكر سوى أنه أول من تزوج الفنانة سوزان تميم ولم يطول زواجهما سوى أشهر.
وقصة سوزان تقريباً تكرار لكل قصص الفنانات، بنت حلوة يتلقفها (صياد) من كشافي المواهب الفنية، حيث عثر عادل معتوق على (كنزه) الفني والدجاجة التي تبيض عليه بالذهب بعد اشتراك الطالبة بكلية الصيدلة سوزان تميم في مسابقة (استديو الفن) التي فازت فيها بالميدالية الذهبية وبعدها يبرم عادل معتوق اتفاقاً حصرياً معها يحتكر به نشاطها الفني ثم يعقد زواجهما ليجعلها شريكة لحياته وأمواله وطموحاته، ولكن لأن البنت تربت في بيئة قلقة وفي بيت كان مشحوناً بالخلافات لم ترتاح للزواج من معتوق وطلبت الطلاق ولما لم تحصل عليه هربت إلى مصر حيث تعرف عليها رجل الأعمال والسياسة هشام طلعت مصطفى، وفي مصر عاشت في كنف المليادير المصري الذي تقول الاشاعات التي رافقت المحكمة مثل كل القضايا الأخلاقية، بأنه أراد أن (يحتكرها) لنفسه وهنا عاودت ممارسة الهروب حيث هربت إلى لندن ليظهر رجل جديد في حياتها هو العراقي رياض العزاوي وحسب ما تردد في لندن من أن العزاوي تقاضى من سوزان مبلغاً ضخماً جراء تأمين إقامتها في لندن، وبما أن الأمور تعثرت بحثت عن وسيلة تسهل إتمام المعاملات فاقنعها بإجراء زواج صوري على ورق علّه يتمكن من إعطائها الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية، إلا أن الدوائر الرسمية في بريطانيا طالبتها بأوراق ثبوتية لتأكيد انها غير متزوجة، وبما أن الأوراق تثبت أنها متزوجة لا يمكن أن يكون هناك زواج ثانٍ ورسمي يسجل في الدوائر الرسمية البريطانية وبما سوزان لديها مبلغ من المال مودع في أحد مصارف لندن وان رياض العزاوي بادعائه الزواج منها يكون المستفيد من المبلغ اتجاه الدوائر البريطانية، وبعدم تصريح العزاوي عن أي شيء يبقى الأمر معلقاً ويطرح العديد من التساؤلات.
وهذا يفسر وجود شخصين ظهرا في المحاكمة أمس كل منهما يدعي أنه زوج سوزان تميم اللبناني عادل معتوق والعراقي رياض العزاوي وكلاهما يطمع في نصيبه من أموال سوزان تميم.
أما أحد المحامين المصريين فقد طالب بثروتها لتوزع على فقراء المصريين لأنها تخص الشعب المصري لأن سوزان تميم حصلت عليها (اكراميات) من هشام طلعت مصطفى ويجب أن تصرف على فقراء مصر..!!
jaser@al-jazirah.com.sa