إعداد - سامي اليوسف:
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «مسؤول التحرير في مكتب الرياضية بالمنطقة الشرقية.. مقبل الصيعري: » فماذا قال..
* سجلت نفسك طوال عقد كامل كواحد من أهم الصحفيين في المنطقة الشرقية لكنك غائب اليوم عن الصورة.. هل مللت من الصحافة أم أن العمل الإداري فرض الغياب عليك؟
- الغياب عن الصورة له أكثر من معنى وحتى تكون الإجابة أكثر شمولية فأنت يا أخ سامي أحد المقربين مني وللوضوح أكثر فإنني أستشهد بقصة (قيس وعمر) وهي قصة لايعرفها سوانا الثلاثة وتعرف جيدا أنني لست ميالا للأضواء كقناعة شخصية، سلبية كانت أم إيجابية، وفي الوقت نفسه فإننا نتعاطى الإعلام الرياضي من منطلق الهواية وليس الحرفة ومع ذلك لم يكن حضورنا في بلاط صاحبة الجلالة أقل فاعلية ممن يتعاطونها احترافا إذا لم يكن التميز للهواة والشواهد لا تحتاج لسرد أدلة.
وشخصيا لم أشعر بالغياب عن الوسط الرياضي، أما الملل فقد يتغلغل أحيانا إلى النفس وسرعان ما يغادرها ولا أخفيك أنها كانت تراودني فكرة تطليق الإعلام الرياضي بعد أن سنحت لي فرص عدة في مطبوعات معروفة للعمل في مجال المحليات والاقتصاد والسياسة حيث كانت لي تجارب جيدة في بعض هذه المجالات، ولأنني ألفت الوسط الرياضي منذ البدايات فإنه من الصعب أحيانا الانفكاك منه. أما بشأن العمل الإداري فصدقني أن همه كبير على صحفي اعتاد على العمل الميداني بيد أنه لابد من الإيحاء في علاقة مع زملائك ومنح الفرصة لهم ليتواجدوا في الصورة وإن كان على حساب غيابك عن هذه الصورة بالنسبة لي. في حين قد يختلف الوضع بالنسبة لآخرين في مواقع إدارية أخرى.
* لكونك مسؤول مكتب (الرياضية) في المنطقة الشرقية هل لك أن تفسر أسباب تحول المكتب إلى محطة (ترانزيت) للعديد من الصحفيين؟
- لم أفهم مغزى السؤال جيدا، ولكن إذا كنت تشير إلى انتقال بعضهم إلى مطبوعات أخرى فلا ضير في ذلك وليس معيبا لمكتب الدمام بل لنا الشرف في الرياضية، ولي شخصيا بأن بعض الزملاء الذين تشرفت بأن يعملوا معي وأتيحت لهم الفرصة للانتقال إلى مواقع أخرى فهم ولله الحمد يتبوأ بعض منهم مناصب قيادية وعلى سبيل المثال الزميل ياسر الهزيم الذي انتقل مسئولا لتحرير الرياضي بمكتب الدمام قبل أن يعود مجددا للعمل معنا مرة أخرى، وكذلك الزميل سعيد الهلال الذي حقق نجاحات كبيرة من خلال عمله في الرياضية وانتقاله الآن لقناة أبوظبي كمدير لمكتبها في السعودية، ويعمل في الشقيقة الشرق الأوسط، وكان آخر القيادات التي قدمتها الرياضية الزميل حماد الحربي رئيس القسم الرياضي بصحيفة شمس.
الرياضية كصحيفة متخصصة تمثل مدرسة صحفية مستقلة والمستفيد مهنيا هو من تتاح له فرصة وشرف العمل بها سوى استمر أو انتقل لموقع آخر ولا تصدر إلا كوادر مؤهلة.
* في فترة معينة كان مكتب الرياضية في الشرقية يعيش أفضل عطاءاته بوجود نخبة من الصحفيين غير أنه اليوم ليس كما كان، ما الأسباب؟
- كنت أتمنى أن تعيد صياغة السؤال لأنه شبيه بهدف محمد نور في النصر، فالزملاء الموجودون يعدون من خيرة الصحفيين مهنيا وخلقا وأدبا ويؤدون عملهم واعتبرهم من النخبة سواء من الصحفيين الذين يملكون الخبرة أو من الشباب الذين انضموا لنا مؤخرا وينتقدون حماسا لفرض وجودهم ووضع بصمة لهم في الصحافة الرياضية.
* يتهمك بعض من الصحفيين ممن عمل تحت إدارتك في مكتب الشرقية بأنك متسلط ما أدى إلى هجرتهم لصحف أخرى.. ما تعليقك؟
- أعتقد أن التسلط والكذب وجهان لعملة واحدة لذا تجد أن الإنسان الصادق لا يستطيع أن يكذب أو يتصنع الكذب ولو حاول فإن ملامح وجهه ستفضحه حتما، وأن تكون إداريا حازما فهذا من عوامل نجاحك ولكن أن تكون متسلطا فإنما هو نقص في شخصيتك.
الثقة بالنفس نعمة وأحمد الله الذي أنعم علي بها، ويكفيني فخرا التقدير الذي ألقاه من زملائي في المكتب أو ممن انتقلوا لمجالات أخرى بل إنني مدين لهم بالفضل إزاء هذا الاحترام المتبادل.
* كان مكتب الشرقية متميزا على الأقل حتى وقت قريب في الألعاب المختلفة لكن يبدو أن البساط سحب منكم أيضا في الآونة الأخيرة، فألعاب القوى والطائرة تحرران من الرياض، وكرة اليد من القصيم،والسلة من جدة فماذا بقي لديكم؟
- التميز يكون للمطبوعة ككل وكصحيفة متخصصة كان الإيمان بأهمية التخصص مطلبا وخاصة في الالعاب المختلفة ولاسيما ان أغلب الإعلاميين ثقافتهم لا تتجاوز كرة القدم، وكانت خطوة جيدة لمنح ذوي الاختصاص الفرصة أكثر وهذا لا ينطبق على مكتب الدمام بل المكاتب الأخرى أيضا والرياضية ستبقى حاملة راية التميز سوى كان مصدره مكتب الدمام أو مكاتبها المنتشرة داخل مناطق المملكة أو خارجها.
* رغم خبرة السنوات لم يقدم مقبل الصيعري نفسه ككاتب رأي، رغم مساحة النشر في الرياضية الواسعة، فهل الأمر يعود لعدم تمكنكم أم لسبب آخر لا نعلمه؟
- يا أخي أنا كنت كاتبا أسبوعيا رئيسيا في صحيفة الرياضية لنحو ثلاث سنوات متواصلة في التسعينيات ولكن توقفت لظروف خاصة بي ولكنني لم أنقطع كليا فأحيانا أجد ان هناك فكرة تفرض تفسها وأبادر بالكتابة كما أنني من الكتاب المعتمدين الآن ايضا ولكن التقصير مني وأعدك وأعد القراء بالانتظام مجددا في كتابة المقال أسبوعيا.
* تفرد (الرياضية) زوايا كثيرة لكتاب من معظم مناطق المملكة كالرياض وجدة ومكة والقصيم وحائل بينما لا يوجد أي كاتب من المنطقة الشرقية فما السبب؟
- لا أحبذ تكريس مفهوم المناطقية والكاتب من يفرض نفسه بغض النظر عن مكان تواجده وهناك كتاب مميزون كان المجال مفتوحا لهم في الرياضية وساهموا بطرح رؤاهم وأفكارهم ومنهم الكاتب عبد الله العتيبي والدكتور مبارك الدوسري وهلال الطويرقي وسليمان العمير ومحمد سليم الغامدي وإبراهيم القوبع وحمد الدبيخي وغيرهم وعلى فترات مختلفة ولكنهم توقفوا بإرادتهم وأعتقد أن المجال مفتوح خاصة وأن رئيس التحرير الأستاذ سعد المهدي حريص على استيعاب ممن هم يحملون الفكر النير لإثراء المجال الإعلامي والساحة الرياضية.
* يلاحظ عليك عدم سعيك لاستقطاب أسماء بارزة من صحفيي الشرقية للعمل في الرياضية فهل تخشى على موقعك منهم؟
- على يدك.
* كنتم في مكتب الشرقية تتميزون بالتفرد في الأخبار أو ما يعرف بالسبق الصحفي لكن هذه الميزة غابت تماما عنكم؟
- التفرد والسبق الصحفي هو غاية أي صحفي أو صحيفة ومازلنا في الرياضية نحقق الكثير في هذا الجانب ومكتب الدمام ليس بمعزل عن هذه الانفرادات أو يبدو أنك غير متابع جيد ولكن من الظلم ان نتحدث في عصر ثورة الاتصالات وسرعة انتقال المعلومة عن السبق في عصر الفضائيات والشريط الإخباري والإنترنت. بل الميزة الآن في متابعة ماوراء الخبر أو السبق وأعتقد ان الرياضية ولله الحمد مازالت تتولى زمام الريادة في ذلك.
* ثمة من يرى أن مكتب جريدة الشرق الأوسط في المنطقة الشرقية سحب البساط من تحت أقدام مكتب الرياضية، ألا يحرجك ذلك؟
- (خبرك عتيق يا سامي) فالبساط مفهوم قديم، ونجاح الإخوان في الشرق الأوسط يسعدنا ولا يحرجنا.
* تتهم صحافة الشرقية ب(السلبية) وأنها السبب الرئيس في تراجع مستوى كرة القدم في أنديتها بوقوفها موقف المتفرج إزاء مايحدث فيها من مشكلات وأخطاء دون أن تمارس دور الناقد الذي يصحح ويقوم العثرات.. ما تعليقك؟
- يقيني أن الصحافة الرياضية كان لها دور كبير في السابق في تقييم الوضع الرياضي هنا وتسليط الضوء على جوانب الكثير من القصور ووضع الحلول بيد أن الفكر الآن اختلف لدى من يديرون الشأن الرياضي هنا وليس الصحافة الرياضية.
* بالمناسبة أين تضع صحافة الشرقية الرياضية في الترتيب بين مثيلاتها في مناطق المملكة؟ ولماذا؟
- لو توفرت لها الإمكانات المتوفرة للمناطق الأخرى لوضعتها في المقدمة دون منازع ولكن الصحافة هنا تفتقد لأبسط عوامل الدعم الذي يلقاه الصحافيون الآخرون في المكاتب الرئيسية بصفة عامة إلا ماندر إضافة إلى تراجع مستوى الكرة والرياضة ككل هنا في المنطقة لذا هنا يجد الصحفي صعوبة في صناعة الحدث كما لوكان في جدة أو الرياض وقريبا من الأندية الجماهيرية والاتحادات الرياضية.
* تحول المعلقون للعمل تحت إشراف وزارة الثقافة والاعلام ممثلة بالقناة الرياضية، عقب مرحلة لجنة المعلقين بالإعلام والنشر، كيف ترى هذا التحول؟ وهل جاء في وقته المناسب أم أنه تأخر كثيرا؟
- وضع التعليق الرياضي لم يعد كما كما كان أو كما يجب فالقنوات الفضائية لخبطت أوارق لجنة المعلقين وفتحت الباب على مصراعيه لمن (هب ودب) فلا تسمع إلا صراخ من هنا ومن هناك وأصبح المعلقون الذين تشنف لهم الآذان يعدون على الاصابع.. وياليت وزارة الإعلام تتبنى دورات مكثفة لتأهيل المعلقين الرياضيين.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- فيما يتعلق بالفتوى فلست أكثر منزلة من الشيخ سعد البريك... وكوجهة نظر فلا أجد مايمنع أن تمارس الطلبات الرياضة في مدارسهن لأن الرياضة مطلب ديني وصحي والعقل السليم في الجسم السليم، ولكن الرياضة ولكن انتبه (ممارسة الرياضة التي تتوافق مع كينونة الأنثى) وليس المصارعة الرومانية أو الملاكمة.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- الآن في الاحتفالات العامة تخصص مدرجات لجمهور النساء مقابلة للجماهير من الرجال ولا أجد ما يمنع تخصيص مدرجات أو منصة زجاجية للنساء طالما لا يحدث اختلاط.
* ماذا تقول لهؤلاء:
- مبارك الدوسري:
رجل قيادي خسرته الصحافة وكسبته الإدارة.
- محمد البكر:
إعلامي ناجح له بصماته فرض نفسه في زمنه وزمن غيره وأشغلته مشاكل القادسية
- صالح الحمادي:
تفوح في كتاباته الغيرة على الوطن وهو من النقاد القلائل الذين يصدحون بالحقيقة.
- سعد المهدي:
قيادي مختلف يشعرك بجوانب قصورك وأنت تضحك ولكنه يرفض مصادرة آرائك، وشهادتي فيه مجروحة.
- ماجد التويجري:
نموذج للصحفي النشيط ويعرف من أين يؤتي الخبر.
* كلمة أخيرة؟
- شكرا لك يا أخ سامي على إتاحة هذه الفرصة رغم الأسئلة الملغومة، والشكر موصول للزميل العزيز الأستاذ محمد العبدي الذي كان له وقفة معي لا أنساها عندما انتقل عملي إلى الرياض.