واشنطن- (د. ب. أ)
تمتلك (الطبقة العاملة الفقيرة) الجديدة في الولايات المتحدة كافة المقتنيات التي يتوقّع أن يملكها المواطن الأمريكي المتوسط: المنزل والسيارة وجهاز التلفاز. وعلى الرغم من أن أفراد هذه الطبقة يعملون إلى حد الإنهاك فإنهم لا يستطيعون تحقيق التوازن بين دخولهم وأوجه الإنفاق، حيث صارت الثلاجات في منازلهم خاوية وأرصدتهم في البنوك صفراً.
وتعد حالة الممرضة فيكي جاردنر (44 عاماً) مثالاً طيباً. فإذا رأيت السيدة جاردنر ستجد أنها ترتدي ملابس جيدة وتقود سيارة متوسطة، ولا يمكنك عندئذ أن تتصور أنها ستتوقف عند وكالة للغوث قبل أن تتوجه إلى عملها لتحصل على كمية من المواد الغذائية كمعونة. وتقول جاردنر إنها تضطر إلى التوجه إلى وكالة الغوث مبكراً قبل أن تنفد الخضراوات الطازجة، وتضيف: إن كثيراً من الأفراد يأتون إلى هذا المكان، حيث إن مزيداً من الأسر لم تعد تستطيع أن تطعم أطفالها بشكل مناسب دون اللجؤ إلى المساعدات.
وعقب الانتهاء من عملها في دار لرعاية المسنين تمارس جاردنر وظيفة إضافية كعاملة نظافة، وتعيش هي وزوجها الذي يعمل نجاراً بالكاد على ما يحصلان عليه من دخل مشترك يبلغ 3500 دولار في الشهر.
ومع ارتفاع معدل التضخم إلى 5 في المائة هذا الصيف انخفضت القيمة الفعلية للنقود بالنسبة للأمريكيين.
وقال روبين جيست وهو مشرف على إمدادات بنك الطعام بمنطقة العاصمة، أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص ممن يأتون إلى منافذ توزيع الطعام يمتلك منزلاً ويبلغ دخله نحو 80 ألف دولار سنوياً. كما أوضح أن موظفي بنك الطعام بدأوا يرون وجوهاً جديدة للفقر، وجوهاً تتناقض بشدة مع الصورة التقليدية الشائعة للفقر لأشخاص مشردين يرتدون ثياباً بالية.
وقال جيست (يبدو الفقراء الجدد مثلي ومثلك.. يرتدون ثياباً لائقة ويذهبون إلى العمل بالسيارة الخاصة ويوصلون أطفالهم إلى المدارس، غير أنهم عندما يعودون إلى المنزل لا يجدون ما يأكلونه). وقد أثار تراجع معدل الرخاء لدي الطبقة الوسطى الأمريكية جدلاً. ويشير روبرت ريكتور وهو باحث بارز في مجال الدراسات المتعلقة بالسياسات المحلية بمؤسسة التراث الأمريكية إلى أن مستوى المعيشة للأشخاص الذين يصنفون على أنهم فقراء في الولايات المتحدة لم يكن على الإطلاق أعلى مما هو عليه حالياً. ويقول إن 75 في المئة من الأمريكيين الذين يوصفون بأنهم فقراء وفقاً للمعايير الاسترشادية الحكومية لديهم سيارة وجهاز لتكييف الهواء وتلفاز.
ويضيف إن الربع الثالث يمتلك أفراده غسالة أطباق، كما أن 40 في المائة من (الفقراء) لديهم منازلهم الخاصة.