رغم أن الكونغرس الأمريكي أجاز برنامج الإنقاذ المالي، الذي تبنته الحكومة فإن مؤشر (داو جونز) سجل تراجعا إلى ما دون العشرة آلاف نقطة لأول مرة منذ عام 2004م، وامتد تأثير هذا التراجع إلى كل أسواق العالم، حيث شهدت الأسواق العالمية معدلات تراجع متعددة، كما سجل معدل الخوف ارتفاعات جديدة. وفي مفاوضات السوق انهمك المتعاملون في تقييم تأثيرات التحرك العالمي المشترك لخفض معدل الفائدة الأربعاء الماضي وتحركات الإنقاذ الكبيرة الأخرى، مثل توجه الحكومة الأمريكية لشراء المديونيات، وضخ الحكومة البريطانية 87 مليار دولار في السوق.
باختصار يبدو أن المستثمرين الآن ينتظرون معجزة تغريهم بالعودة مرة أخرى إلى ما أصبح يشبه المياه الخطرة، ولكن لم يحدث أي تغير في الأوضاع رغم خطة الإنقاذ الأمريكية التي أجازها الكونغرس الأمريكي، وقرار الحكومة الأسترالية بخفض الفائدة بمعدل 1 بالمائة، وقرار البنوك العالمية ضخ مليارات الدولارات في السوق. فالسوق تبحث الآن عن تحرك أكبر يقنع المقرضين بمواصلة عملهم، وعلينا أن ننتظر لنرى نتائج خطوة شراء المديونيات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية، وكذلك نتائج القرار العالمي المشترك بخفض الفائدة وخطة الحكومة البريطانية ضخ مليارات الدولارات.
وفي أسواق العملات سجل الين الياباني ارتفاعا كبيرا، بينما سجل اليورو أدنى سعر له في تاريخه مقابل الين. وكان كبار المستثمرين طوال العقد الماضي يستلفون هذه العملة اليابانية الرخيصة ويستثمرون بها في الأصول ذات العائدات الكبيرة في الدول الأخرى، غير أن الأزمة المالية الحالية أجبرت المستثمرين على التحول عن هذا التوجه المعتاد، وليس لهم من خيار الآن سوى أن يشتروا الين لإعادة المبالغ الذي استلفوها.
أما النفط الخام فقد انخفض سعره إلى أقل من 90 دولارا للبرميل في وقت واصلت فيه الأزمة المالية العالمية تمددها في مختلف دول العالم، مما أقنع المتعاملين بأن الطلب العالمي على النفط سوف ينخفض. وقد دعمت الأخبار الاقتصادية السالبة القادمة من الولايات المتحدة هذه النظرية، ما شجع رئيس أوبك شكيب خليل على الاعتقاد أن وتيرة الانخفاض سوف يتواصل في عام 2009م.
(*)مدير الخزينة في شركة بوسطن مارشنت