مدريد - الأمانة العامة
اختتمت في العاصمة الإسبانية مدريد، فعاليات أيام مجلس التعاون التي نظمتها دول مجلس التعاون خلال الفترة من 13-15 أكتوبر 2008م، وذلك بإقامة ندوة تعزيز الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي في جامعة كومبلوتينسي.
وقال معالي عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون في كلمته لدى افتتاح ندوة تعزيز الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي في جامعة كومبلوتينسي بمدريد إنها لمناسبة عزيزة أن نجتمع في رحاب هذه الجامعة العريقة وفي هذا البلد الذي نتقاسم معه، إرثاً حضارياً زاهراً، وتاريخاً مجيداً حافلاً بالأحداث والذكريات. إنه لقاء يغمرنا بالسعادة، لما يحيطه من حميمية الألفة، وما يحفه من المشاعر الدافقة، والأحاسيس المعبرة.
وأضاف العطية: لقد أهدت الحضارة العربية الإسبانية الغنية بعلومها وثقافتها، والسابقة عقوداً لزمنها - الحضارة البشرية الكثير من أسباب ما تشهده اليوم من رقي وتقدم. وإذ نتحدث اليوم عن التواصل الثقافي، فإننا لن نجد مثالاً أروع مما عاشته هذه الأمة من تجربة تاريخية تمازجت فيها مختلف الثقافات والأعراق فأعطت، بل وأثرت وأسهمت في بناء الحضارة والإنسانية.
بعد ذلك ألقت الدكتورة لوثيلا جونزاليث، نائبة رئيس جامعة كمبلوتنسي للعلاقات الدولية كلمة أعربت فيها عن سعادتها وشكرها للمنظمين لاختيارهم مدريد كحاضنة لهذه الندوات وإقامة الجلسات بهدف تدعيم الجسور بين الغرب والعالم الإسلامي وقالت: (ان إسبانيا هي الناتج النهائي لجميع الثقافات التي عاشت بها ومن بينها الاخوة العرب الذين ندين لهم بجزء من التراث الثقافي).
وقال الدكتور خوسيه ماريا دي لابنيا سفير إسبانيا لدى الجاليات والمنظمات الإسلامية في الخارج وتحدث في ورقته عن (السياسة الخارجية الإسبانية تجاه العالم الإسلامي) وعن اهتمام إسبانيا وتعاونها مع العالم العربي والإسلامي وذلك من خلال المبادرات المحلية والعالمية وتأسيس العديد من المؤسسات الثقافية العربية في إسبانيا مثل البيت العربي في مدريد ودعمها الدائم لمشروع تحالف الحضارات التي تساعد بدورها على تقوية السياسة الخارجية الإسبانية.وأشار السيد عبد الخالق عبد الله، من جامعة الإمارات العربية في ورقته حول (دور السياسة في تعزيز جسور الترابط) إلى أن الأوروبيين هم الأقرب إلى العرب من الناحية الثقافية والتاريخية.
لكن التعاون قاصر على الناحية الاقتصادية والتجارية.
وأعرب عن تخوفه من تزايد القلق والمخاوف بين الشرق والغرب مما يؤدي إلى التخندق وعدم التواصل الحضاري والثقافي.
وتحدثت الدكتورة خوسيه ماريا كونتريراس رئيس مؤسسة التعددية والتعايش في ورقتها عن الإسلام في الاتحاد الأوروبي عن الإسلام من وجهتي نظر مختلفتين: الأولى هي الإسلام كدين والثانية هي الإسلام كمصدر للهجرة. وقد حال توضيح المصطلحات المستخدمة عند الحديث عن الإسلام والمسلمين في العالم.
بعد ذلك تناول الدكتور عبد الله الهاجري عضو هيئة تدريس بجامعة الكويت في ورقته العلاقات الحضارية والتاريخية بين كل من دول الخليج العربية وأوروبا متحدثاً عن تعاون حضاري سابق بين الأوروبيين الذين يعتبرون من أوائل القوى الدولية دخلت الخليج خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر، وركز على التعاون الاقتصادي خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر، وركز على التعاون الاقتصادي والتجاري بكون الخليج العربي أحد أهم الطرق التجارية التاريخية التي تربط بين الشرق والغرب، ودعا الهاجري إلى تعزيز أواصر التعاون وعدم حصرها بالجانب النفطي، كما دعا إلى تعاون ثقافي قائم على ارث مشترك من خلال العلاقات التاريخية بين الخليج وأوروبا.