مكتب الجزيرة - الضفة الغربية - من بلال أبو دقة
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر فلسطينية مقدسية ل(الجزيرة) أن أكثر من تسعة آلاف طالب مقدسي من مختلف المراحل حرموا من التعليم في بداية العام الدراسي الحالي، لعدم قدرة المدارس العربية في المدينة على استيعابهم، حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وراء التضييق على قطاع التعليم إلى ضرب الوجود العربي في المدينة المقدسة، وتخريج أجيال محرومة من العلم والتعلم الأمر الذي يسهل عليها مهمة تهويد المدينة وتهجير من تبقى من أبنائها؛ في الوقت ذاته حذّر خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية بالقدس د. خليل التفكجي من خطورة المخططات الإسرائيلية الهادفة لتهويد مدينة القدس وإفراغها من سكانها العرب من خلال بناء الجدار العنصري والتوسع الاستيطاني وفرض قوانين تمنع البناء والتوسع العمراني للمواطنين الفلسطينيين القاطنين في المدينة المقدسة.
وبين التفكجي خلال ورشة عمل في الضفة الفلسطينية، أن دراسة إسرائيلية حول الوضع في القدس العام 2040 أفادت بأن الفلسطينيين سيشكلون أغلبية عربية في القدس آنذاك، ما جعل (إسرائيل) تسارع في بناء الجدار للحد من هذا الخطر الديمغرافي. وقال التفكجي خلال ورشة العمل التي تم تنظيمها في مدينة سلفيت الفلسطينية: إنه بإقامة جدار الفصل العنصري فإن 125 ألف فلسطيني أُخرجوا مباشرة من القدس في هجرة داخلية قسرية للضفة الغربية، مضيفاً أن الهدف من إقامة الجدار في مدينة القدس هو إخراج التجمعات العربية الكبرى وزجها في سجون ومعازل تتواصل عبر الأنفاق والجسور وضم الكتل الاستيطانية إلى داخل القدس.
وأوضح الخبير الفلسطيني أن هناك مخططا إسرائيليا للعام 2020 للسيطرة على حي باب الزاهرة وتطهير الفلسطينيين منه، لافتاً إلى أن عملية التطهير الإسرائيلية ترتكز أيضاً على تدمير وتشتيت النواة الصلبة للمجتمع الفلسطيني وهي العائلة من خلال قانون البناء والتنظيم الذي يمنع الفلسطينيين من بناء المنازل أو التوسع الديمغرافي.
وأشار د. التفكجي إلى أن ذلك أدى لاكتظاظ السكان بشكل كبير حيث تعيش عدة أسر في منزل واحد ما أدى إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية ونفسية مثل ازدياد نسبة الطلاق إلى 65 في المائة وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والتسرب المدرسي وغيرها.